اختلافي الفكري مع النائب وليد الطبطبائي لا يحتاج إلى صورة أشعّة يرفعها الطبيب أمام الإضاءة. اختلافنا سيشاهده المارة وعابرو السبيل معَلّقاً على البلكونات والنوافذ. لكنني لا أملك إلا أن "أوقّع" على بياض قلبه وصدْق توافق أفعاله مع أقواله، فوجهه مكشوف في زمن الأقنعة، و"لاؤه" في قمة اللعلعة. وهو لم يغشنا كما يفعل بعض بائعي البرتقال من النواب، الذين يضعون لحاهم أعلى الصندوق وفي أسفله مصالحهم التجارية، كي لا يرى الناس إلا لحاهم. وهو لم يربط لجنة حقوق الإنسان البرلمانية التي يرأسها بكراع الحكومة كما يفعل الآخرون.

Ad

وأمس، ضحكت حتى أشفقت على نفسي بعدما تذكرت أنه بعد إعلان نتائج الانتخابات الماضية طلب مني الزميل سعود العصفور مرافقته إلى الطبطبائي لتهنئته بالنجاح، وهناك، وعلى مقاعد رُصّت على الرصيف، استأذننا الطبطبائي لحظات، ثم عاد وفي يده أوراق مدّها إلينا قائلاً: "هؤلاء الكتّاب أحد أسباب نجاحي"، فقرأنا عناوين الأوراق، فإذا هي مقالات لكتّاب ناصبوه العداء، وتعمّدوا وضع المسامير أمام إطارات سيارته كل صباح، فضحكنا ضحكاً نصفه يكفي.

الأسماء تتكرر اليوم أيضاً، وتهاجمه رغم قدسية المشهد، وتتهمه بالبحث عن الأضواء، وكأن الطبطبائي مراهق مغمور لا يعرفه إلا أمه، أو كأنه ذهب إلى غزة ليتمشى على بلاجاتها مساءً وفي يده آيسكريم الفراولة بالفستق، وفي النهار يتمدد بالشورت على شاطئها كي "يتحمّص" جلده الأبيض أثناء تمتّعه بقراءة الروايات الرومانسية.

للبطل وليد مساعد الطبطبائي، ولصحبه الأبطال، نقول: "كنتم أشجع منا وأكثر إنسانية". ويا "أبا مساعد" ثق بالله لو أنك ما انضممت إلى قافلة الحرية لهاجموك. واقرأ معي موضوعاً من أجمل الموضوعات كتبه أحد أعضاء منتدى الشبكة الوطنية الكويتية (أكبر منتدى إلكتروني في الكويت) تحت عنوان "لماذائيات" (لا أدري لمَ لمْ يسمِّه "لماذات"؟ ولا من أين جاء بالهمزة؟ على أي حال هو من جلب الهمزة وهو المسؤول عن مصاريفها)، يسخر فيه الكاتب من تبريرات بعض معارضي استجواب الطاحوس لرئيس الوزراء... تفضل:

http://www.nationalkuwait.com/vb/showthread.php?t=121599

ولا أدري ماذا سيقول هؤلاء الآن، بعد أن أعلن النائب صالح الملا نيّته استجواب رئيس الوزراء أيضاً إذا لم يطبّق القوانين الرياضية... كان الله في عونهم عند بحثهم عن "لماذائيات" جديدة، بعد أن صرفوا على استجواب الطاحوس رصيدهم من "اللماذائيات" واستدانوا. لكننا سنتفحص لماذائياتهم الجديدة، فقد يغشوننا ويبيعوننا لماذائيات مستعملة أعادوا طلاءها وغلفوها بكراتين جديدة. معلش، فنحن في الزمن المغشوش.

* * *

عسى ألا تنسينا عودة أبطال قافلة الحرية واستجوابا الطاحوس والملا موضوع الزميل محمد عبدالقادر الجاسم، الذي نتمنى أن نفرح بخروجه قريباً كما فرحنا بعودة أبطالنا من غزة.