اسمع الكلام لكي لا تخسر حياتك!

نشر في 20-08-2009
آخر تحديث 20-08-2009 | 00:00
 حمد نايف العنزي إليكم بعض الأخبار التي تشرف وترفع الرأس، وتثبت أن كل تقارير حقوق الإنسان كانت على خطأ حين انتقدت التعامل السيئ للأسر العربية مع الخدم، وأن اتهاماتها ما هي إلا ادعاءات فارغة لا يوجد دليل واحد على صحتها:

في الكويت: مواطنة تقتل خادمتها بضربها على الرأس بطابوقة «سيراميك» والسبب أنها «ما تسمع الكلام»! وقد جاء في الخبر «على ذمة المحرر الأمني» أن الجانية اعترفت بقيامها بتعذيب ضحيتها التي وصلت إلى البلاد منذ شهر ولا تجيد فهم اللغة العربية جيدا، وقد رصد رجال المباحث في المستشفى آثار تعذيب وإصابات على جثة المجني عليها!

في السعودية: ألقت شرطة السليمانية (شمال الرياض) القبض على سيدة طعنت خادمتها الإندونيسية بسكين، وأردتها قتيلة بعد إصابتها بعدة طعنات! وفي الرياض أيضا قبل شهور قتلت إحدى المواطنات السعوديات وتعمل «معلمة» خادمتها الإندونيسية بضربها حتى الموت بحجة إلقاء القاذورات والتبول في أرجاء البيت «سبب منطقي للقتل»! حيث توفيت الخادمة بعد تعذيبها اليومي لعدة أيام من قبل مخدومتها «مربية الأجيال»!

في قطر: قررت مقيمة عربية أن تقوم بآخر شيء يخطر على بال امرأة على وشك الولادة بعد دقائق، حيث قامت بطعن خادمتها الآسيوية عدة طعنات ثم اتصلت على زوجها الذي أبلغ السلطات الأمنية «بانتحار» الخادمة قبل أن ينقل زوجته التي داهمتها آلام الولادة للمستشفى لتضع مولودها هناك «مبروك اللافي» يتربى بعزكم!

في سورية: قتلت مواطنة خادمتها الفلبينية بعصا النشافة لامتناعها عن تنظيف المطبخ! وأثبت الكشف الطبي على الجثة وجود كدمات وسحجات في مناطق مختلفة من الجسم، على العين اليسرى، والخد الأيسر، وعلى كامل العظم الجبهي وعلى العين اليمنى وكامل الطرف العلوي الأيمن وعلى العضدين الأيمن والأيسر، وعلى الخاصرة اليسرى، والفخذ والساقين وأعلى الظهر فضلا عن وجود كدمات واسعة على باطن فروة الرأس، وكذلك على جدار الصدر من الناحية اليمنى وعلى الحافة السفلية للرئة، كما تبين بأن الكدمات واصلة حتى مستوى عميق مع ارتشاح العضلات بالدم! كل هذا لأنها لم تنظف المطبخ! ماذا كانت ستفعل بها لو أنها سرقتها؟!

إذن فثقافة «الاستعباد» للخدم وضربهم حتى الموت منتشرة في العالم العربي ولا تختلف كثيرا من بلد لآخر، فكلهم خير وبركة... محافظون «بطبيعتهم» ويخشون الله بمن اؤتمنوا عليهم من الضعفاء الذين أتوهم من آخر الدنيا بحثا عن لقمة يسدون بها جوع صغارهم ويكسون أجسادهم، ليجدوا الموت في انتظارهم على أشكال متعددة متنوعة «بوفيه مفتوح» ولهم حرية الاختيار، إما بضربة على الرأس وإما بطعنة في القلب وإما على شكل أقساط ميسرة من خلال جلسات التعذيب الممتعة والمسلية للمخدومة، والمفيدة والمؤدبة للخادمة!

وعموما، كثير من الخادمات لا ينتظرن هذا الكرم الإجرامي الحاتمي، فكل يوم تطالعنا الصحف بصور المنتحرات منهن، واللاتي تركن «العز» الذي يعشن فيه وتوجهن نحو الرفيق الأعلى، بعد أن تم التعامل معهن على اعتبار أنهن آلات لا تصيبها الأعطال، يغسلن ويطبخن ويكوين ويعتنين بالأولاد ويقمن بتدريسهم، وعلى الواحدة منهن أن تتقبل «بروح رياضية» تحرشات المعزب وأبنائه، وسلاطة لسان «معزبتها» أو «معذبتها» لا فرق! وقد يمر الشهر والشهران والثلاثة دون أن تتسلم شيئا من راتبها، ودون أن تأخذ يوما واحدا إجازة لتخرج من جدران المنزل «السجن» الأمر الذي يجعلها تستنفد طاقة الصبر ولا تجد أمامها سوى الانتحار للهروب من عذابها الذي لا حد له!

بعد كل هذا يأتي البعض ليحتج بصفاقة على المنظمات الدولية التي تنتقد تعاملنا مع الخدم زاعمين أنهم ينتحرون من «البطر» ويقتلون أنفسهم من شدة الفرح والفخر لأنهم يعملون تحت إمرتنا بيومية لا تتجاوز الستة دولارات، نمتهن بها آدميتهم وندوس كرامتهم ونسلب حقوقهم، وقد ننهي حياتهم في لحظات ولأهون سبب «ألا يسمع أحدهم الكلام» مثلا!

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top