اعتبر ياسر عرمان، مرشح الحركة "الشعبية لتحرير السودان" في الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل المقبل، أن اختيار الحركة لشخص شمالي مثله وتقديمه كرئيس للسودان "يعكس حرصها على الوحدة"، مشيراً إلى أن "الجنوب به مناطق لم تتم تنميتها أو زراعتها منذ عهد آدم وحواء، ولا يوجد بها كيلومتر واحد من الأسفلت".

Ad

وقال عرمان في تصريحات خاصة لـ"الجريدة"، إن "اختيار الحركة له كمرشح للرئاسة يعطي فرصة أكبر لوحدة السودان ولتحسين العلاقة بين الشمال والجنوب، ولكي يكون تصويت الجنوبيين في الاستفتاء المقرر مطلع عام 2011 لمصلحة الوحدة".

وعن برنامجه الانتخابي، قال المرشح الرئاسي إنه سوف يركز على ضرورة الاتفاق بين السودانيين حول القضايا الكبيرة وحل مشكلة دارفور والمصالحة وتنفيذ اتفاق السلام الشامل، مشيراً إلى أنه سيعمل "من أجل تغيير إيجابي حقيقي في أوضاع السودان الحالية يمتد إلى دول الجوار". وعن عدم ترشيح سلفاكير نفسه لرئاسة الجمهورية، قال عرمان: "سلفاكير أعلن منذ فترة أنه يدعم ترشيحي بقوة".

وأما عن توقعاته بشأن المعركة الانتخابية التي سيخوضها والتحالفات التي تدخلها الحركة، فقال عرمان: "الرئيس السوداني عمر البشير حكم 20 عاماً، ولابد أن يأتي شخص آخر لكي يواجه المشكلات الحالية العاصفة التي تواجه السودان، ولدينا اجتماع اليوم مع أحزاب المعارضة الشمالية وسنناقش معها كل القضايا".

وبشأن إمكان فوزه قال المرشح الرئاسي: "أمضيت 24 عاماً في صفوف الحركة الشعبية ولديَّ الكثير من العلاقات، وللحركة الشعبية وزن كبير وحل كل القضايا في السودان لن يتم من دونها". وأضاف أن "الرسالة الحقيقية له هي أن الوضع والزمن الآن لا يتطلبان إلا الحوار، لأن أكبر قضية في تاريخ السودان منذ الاستقلال هي هل يذهب الجنوب أم يبقى داخل السودان الموحد؟، وإذا ذهب الجنوب فماذا سيكون مصير بقية السودان؟، لذلك فإن الحوار في مثل القضايا الكبيرة مسألة تضيف ولا تنتقص، وكل ما هو مطلوب هو توسيع هذا الحوار ليشمل الآخرين الذين لم يحضروا. وتابع: "الشعب السوداني أثبت في كل الأوقات أنه يستطيع أن يتحاور، ويستطيع أن يقيم حوارات بين أطرافه المتباعدة سياسياً حول قضايا الوحدة أو الانفصال أو دارفور، فالسودانيون يواجهون منعطفاً لا مثيل له في التاريخ".

يُذكر أن عرمان الذي ينتمي إلى قبيلة "الجعليين" في شمال السودان التي ينتمي إليها البشير أيضاً، قد انضم منذ وقت مبكر -عام 1983- إلى صفوف "الحركة الشعبية"، وأصبح قائداً عسكرياً ومتحدثاً رسمياً باسمها، وأحد أقرب المقربين من زعيمها الراحل جون قرنق ثم من زعيمها الحالي سلفاكير ميارديت، وهو متزوج من جنوبية ابنة دينق مجوك، أحد أهم سلاطين الجنوب، وله منها ابنتان.