ام الهيمان والانبطاحيون والحمص!
الحقيقة الصارخة هنا، هي أن أم الهيمان وأهلها، لم يخرجوا من كل هذا المولد السياسي ولا بحبة حمص واحدة، فقد تحولت المسألة برمتها إلى مناطحة سياسية أخرى، ستلحق، إن لم تكن قد لحقت فعلا، بعشرات المناطحات السياسية التي كانت وانتهت فصارت مجرد حكايات تحكى!
كما توقعت، لم تجن قضية أم الهيمان من استجواب رئيس الحكومة إلا الرماد، فكنت قد كتبت هذا في الأسبوع الماضي قبل أن ينعقد الاستجواب، واليوم أكرره بصرف النظر عما انتهى إليه ذلك الاستجواب الذي لم ينعقد أصلا بعدما انسحب النائب المستجوب من الجلسة احتجاجا على طلب الحكومة تحويلها سرية. سأتحاشى أن أصف الاستجواب بأنه قد «فشل» أو «سقط»، بل سأتحاشى حتى استخدام أي «لفظة» أخرى قد يفسرها هذا الطرف أو ذاك بشكل ما، فهذا كله ليس مهما، وكل ما يعنيني هو أن أصل الحكاية التي يفترض أن الاستجواب قد قام لأجله وعليه، والذي هو قضية التلوث البيئي في منطقة أم الهيمان تلك القضية الإنسانية المستحقة باقتدار، قد سحق تحت أرجل الساسة، حيث تحولت الأنظار عنه، وكالعادة، نحو أمور أقل أهمية بكثير، مثل ما إذا كان من حق الحكومة أن تطلب تحويل تلك الجلسة إلى سرية أو لا، وعما إذا كان النائب خالد الطاحوس قد انتصر بإحراج النواب الآخرين، وعما إذا كان يحق للتكتل الشعبي أن يصف هؤلاء بالانبطاحيين، وعما إذا كان هذا الوصف هو من قبيل «قلة الأدب» كما يرى النائب علي الراشد أو أنه وصف سياسي لا غبار عليه كما كتب الزميل داهم القحطاني في مدونته وفي صحيفة الآن «المجيدة»!الحقيقة الصارخة هنا، هي أن أم الهيمان وأهلها، لم يخرجوا من كل هذا المولد السياسي ولا بحبة حمص واحدة، فقد تحولت المسألة برمتها إلى مناطحة سياسية أخرى، ستلحق، إن لم تكن قد لحقت فعلا، بعشرات المناطحات السياسية التي كانت وانتهت فصارت مجرد حكايات تحكى!عزيزي النائب خالد الطاحوس، أعزائي التكتل الشعبي، الآن وحيث إن استجواب رئيس الحكومة لم يتم، وبعيدا عن الدخول في تفصيلات ما حصل وصار، وعن الإشارة إلى من المخطئ ومن المصيب ومن المتسبب فيما حدث، ومن الانبطاحي والبصام ومن عكس ذلك، هناك سؤال وحيد مهم بالنسبة إلينا: ما أنتم فاعلون لقضية أم الهيمان؟ وماذا ستقولون الآن في هذه اللحظة لأهلها، خصوصا من الشيوخ والنساء والأطفال ممن لا يدرك أغلبهم ما هية محاور الاستجواب ومفاجآته التي قيل إنها كانت مخبأة، ولا تكتيك الانسحاب، ولا يعرفون الانبطاحيين، ولا تهمهم كل هذه الجلبة السياسية أصلا، وحسبهم أنهم يستنشقون تلك الأبخرة والأدخنة الملوثة ليل نهار، ويعانون الأمراض الناتجة عنها، وكانوا ينتظرون من الله الفرج على يد من يقولون إنهم يهتمون لأمرهم حقا؟ أسألكم بالله، ما خطوتكم «الحقيقية» القادمة لأجلهم؟ أم أن السهم «السياسي» الذي كان في الكنانة قد انطلق والسلام؟!