بغبطة وأملٍ زاهٍ أستشعر جهداً صادقاً لدى مجاميع من الشباب الكويتيين، كتّاب قصة قصيرة، وكتّاب رواية كويتية جديدة، مجاميع شكّلوا فيما بينهم مجالس قراءة ناصعة البياض، بعيدة عن الادعاءات، وبعيدة عن الإعلان والظهور الصحافي المجاني.

Ad

«نادي ديوان للقراءة»، وبجهد كبير ومخلص من الشاب الطموح يوسف خليفة، هو إحدى تلك النجمات المشعة في سماء الساحة الثقافية الكويتية.

يوسف خليفة لمن لا يعرفه، أطلّ على الساحة الثقافية قاصاً متخذاً من فن القصة القصيرة جداً وصلاً بقرائه، إذ أصدر عام 2007 مجموعته الأولى «أفكار عارية»، وكان إلى جانب ذلك متيماً بالتصوير الفوتوغرافي.

عمل فترة بين أروقة رابطة الأدباء، لكنه، لسبب ما، سرعان ما خفق بجناحيه مبتعداً، ليحطّ في محلات «ستاربكس كافيه» بفكرة جميلة، وطموح كبير.

مسكوناً بهاجس الكتاب والقراءة، استطاع يوسف خليفة أن يقنع أصحاب شركة «ستاربكس كافيه» بإمكان استغلال أحد فروع مقاهيهم المنتشرة في الكويت، ليكون مكاناً للقاء شهري، لمناقشة كتاب ما، على أن توفّر الشركة المكان اللائق، شرط أن يكون النادي مستقلاً تماماً في نشاطه، من دون وصاية الشركة، شراكة تحفظ لكل طرف استقلاليته، تقدم ليوسف وأصدقاء الكتاب، مكاناً عصرياً يلتقون فيه، أمام أنظار رواد المقهى، وتلصق بمقهى «ستاربكس» العالمي صفة الراعي لنشاط ثقافي كويتي.

أنشأ يوسف خليفة ومجموعة من أصدقائه الشباب نادياً للقراءة، أطلقوا عليه اسم «ديوان» تنعقد جلساته بشكل شهري في أحد مقاهي «ستاربكس كافيه»، لمناقشة كتاب يتفق على اختياره الأعضاء عن طريق التصويت.

وحول التسمية يقول يوسف: «تمَّ اختيار اسم (ديوان) ليتماشى مع مفهوم الديوان في المجتمع العربي، والديوانية في المجتمع الكويتي، كمكان للنقاش والحوار بشكل حميم وغير رسمي». وعُقد أول اجتماع للنادي في يناير عام 2009.

حوى نادي ديوان للقراءة مجموعتين للقراءة، واحدة متخصصة بالكتاب العربي، وأخرى للكتاب الإنكليزي، وسرعان ما التفَّت مجموعة تؤمن بجدوى الكتاب والقراءة، وجدوى النقاش الثقافي، حول يوسف ليصل العدد حتى تاريخه إلى ستين عضواً، من مختلف الجنسيات والأعمار والمهن.

إن جهد الشاب يوسف خليفة، ومجاميع شبابية أخرى، يدحض مقولة «الشباب الكويتيون منغمسون في الملذات التافهة»، ويقدم دليلاً حقيقياً لاهتمام الشباب بالكتاب والثقافة، وقدرتهم على خلق أجوائهم الخاصة، بعيداً عما تقدمه المؤسسة الثقافية الرسمية (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب) أو المؤسسة الأهلية (رابطة

الأدباء). في مكالمة تليفونية مع يوسف خليفة، قال لي بنبرة محمولة على تفاؤل عريض: «طموحاتنا كبيرة، وخطتنا للموسم القادم ستحفل بتسليط الضوء على الأدب الكويتي والعربي وحتى العالمي، وسنضيف عنصراً جديداً في لقاءاتنا، بحيث ندعو الكاتب ليحضر بيننا مناقشة كتابه إن أمكن».

«ديوان» ومشاريع ثقافية أخرى شبابية، هي نجوم مشعة تزين وجه الساحة الثقافية الكويتية، وتدعو إلى شيء من تفاؤل وفرح.