دمشق وحلفاؤها اللبنانيون مستمرون في محاولة «احتواء» الحريري وفصله عن حلفائه

نشر في 17-02-2010 | 00:01
آخر تحديث 17-02-2010 | 00:01
تقر جهات قيادية بارزة في قوى "8 آذار" بأن حجم المشاركة الشعبية في الذكرى السنوية الخامسة لاغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري فاق توقعات هذا الفريق وحساباته السياسية.

كما تقر بأن سقف الكلمات والمواقف السياسية التي صدرت عن قادة قوى "14 آذار" في هذا الاحتفال، تخطى ما كانت تتوقعه سورية وحلفاؤها لاسيما لناحية المضمون "المتشدد" ولو تم التعبير عنه بأسلوب مرن.

وترى الجهات المذكورة أن عملية "توزيع الأدوار" بين الرباعي سعد الحريري وفؤاد السنيورة وأمين الجميل وسمير جعجع كانت واضحة لكل من يتابع الشأن السياسي عن قرب، وبالتالي فإنه من غير المجدي بمكان الرهان، على الأقل في المرحلة الراهنة، على خلافات في مقاربة الملفات الحساسة على الساحة اللبنانية بين قادة قوى "14 آذار".

وعلى الرغم من هذه القراءة، فإن سورية وحلفاءها سارعوا الى اتخاذ قرار بالتعاطي الاحتوائي مع الحدث ومواقفه، بدل التعاطي الصدامي.

وعلى هذا الأساس، حرص حزب الله وحلفاؤه، كما حرص الإعلام السوري على الفصل بين كلمة رئيس الحكومة سعد الحريري من جهة وكلمات كل من السنيورة والجميل وجعجع من جهة مقابلة، معتبرين أن المهم ما يقوله صاحب القرار، من بيده الحلّ والربط، أي الحريري، لا ما يقوله الآخرون من أصحاب المواقع الأقل تقدما.  

ويبدو أن سورية وحلفاءها اعتمدوا هذه الاستراتيجية الاستيعابية لتحقيق أكثر من هدف:

1 - من جهة تسعى قوى "8 آذار" الى عدم تقوية العصب الشعبي لقوى "14 آذار"، بعدما أثبتت المشاركة الشعبية أن هذه القوى لاتزال تحتفظ بتأييد شعبي واسع على الرغم من كل ما شهدته الاشهر القليلة الماضية التي أعقبت الانتخابات النيابية الأخيرة من ضغوطات سياسية وإعلامية لإضعاف الالتفاف الشعبي حول الحريري وحلفائه. ويلفت المطلعون في قوى "8 آذار" الى أن حزب الله الذي تعمد هذه السنة إحياء ذكرى عماد مغنية وشهدائه الآخرين بعد مرور ذكرى اغتيال الحريري لعدم إعطاء قادة "14 آذار" مادة سياسية وإعلامية تؤثر إيجابا على قدرتهم التجييشية في أوساط الرأي العام، مستمر في سياسته الاحتوائية.

2 - من جهة ثانية، تسعى دمشق وحلفاؤها اللبنانيون الى المضي قدما في محاولة الفصل بين الحريري وحلفائه، وصولا الى حد الفصل ليس فقط بينه وبين كل من القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع والكتائب برئاسة أمين الجميل، وإنما بينه وبين تيار المستقبل الذي تحدث باسمه في ذكرى "14 شباط" الرئيس فؤاد السنيورة. وتهدف هذه الاستراتيجية الى جعل الحريري محكوما في تعاطيه مع سورية وحلفائها بمتطلبات وموجبات موقع رئاسة الحكومة، لا بموازين القوى التي نجحت قوى "14 آذار" في الذكرى الخامسة لاغتيال الرئيس الحريري، خلال استنهاض قواعدها، في تعديلها على نحو ما لم يكن يتمناه خصومها المحليون والإقليميون.

back to top