خذ وخل: من عره وبره

نشر في 29-07-2009
آخر تحديث 29-07-2009 | 00:01
 سليمان الفهد الغياب القسري لعميد الكُتّاب الصحافيين «محمد مساعد الصالح» أفصح عن حضوره الطاغي في عقول وقلوب القراء الكثر. وإذا سمح لي القارئ، في استخدام لغة وقاموس المدخنين في هذا السياق، أقول: بلسان حالهم- إننا «خرمانين» بشدة لـ»الله بالخير» ورحم الله مَن قال:

لا يعرف الشوق إلا من يكابده.

• بدايةً أنوه بأن «من عره وبره» هو عنوان واسم الاستراحة الأسبوعية التي كان يدبجها قلم عميد الكتّاب الصحافيين «محمد مساعد الصالح» في مجلة الهدف، ولذا لزم التنويه، راجياً أن يعود «أبوطلال» إلى مريديه «حريماً ورجالاً» مترعاً بالصحة والحيوية، مدججاً بسخريته المميزة اللاذعة التي تختزل للقارئ القضية التي تشغل البلاد والعباد في عبارات وجمل قصيرات خاليات من المفردات «الحنجورية» إياها! والعبدلله ذاته: يشعر بـ»اليتم» المعنوي لغياب «الله بالخير» القسري عن الصفحة الأخيرة في صحيفة «القبس». ولا نجادل في حق أستاذنا بالإجازة والنقاهة، لاسيما أنه كان يكتب أثناء عطلته الصيفية، كما عاينت ذلك بأم عيني وبؤبؤها! ولعل «أبوطلال» شعر ببعض العزاء الذي اقتحم وجدانه من باب «رب ضارة نافعة».

فغيابه القسري أفصح عن حضوره الطاغي في عقول وقلوب القراء الكثر. وإذا سمح لي القارئ، في استخدام لغة وقاموس المدخنين في هذا السياق، أقول: بلسان حالهم- إننا «خرمانين» بشدة لـ»الله بالخير» ورحم الله مَن قال: لا يعرف الشوق إلا من يكابده.

• أنا «شني» بالضرورة!

• صعقت بردود الفعل المتباينة تجاه قرار وزيرة التربية بحذف فقرات من منهج التربية الإسلامية، ارتأى التربويون المختصون حذفها لأنها تخدش مشاعر إخواننا الشيعة وتثير حفيظتهم. والبلية في جل الاستجابات تجاه القرار المذكور، أنها أفضت إلى اصطفاف مذهبي طائفي لم تخبره بلادنا في الأيام الخوالي، بل طوال عمرها المديد! فهل الجيل الحالي من المواطنين أكثر حمية وغيرة على الدين الإسلامي من أسلافهم وأجدادهم؟!

لا أحد يجرؤ على «اللعلعة» بمثل هذه المزاعم، لأن واقع الحال يدل على عمارة الهوية الوطنية الكويتية قوامها السُنّة والشيعة معاً، ولمَ نروح بعيداً بالحديث عن حضور الوحدة الوطنية في الماضي، بينما هي تبدت في أبلغ معانيها إبان محنة الغزو واحتلال نظام صدام حسين وأزلامه للبلاد، حسبنا الإشارة إلى أنهما تعمدتا بدم الجرحى والشهداء، ومكابدة الأسرى وذويهم، وغير ذلك من الممارسات الوطنية التي جابه بها الصامدون تحدي المحتلين بقلب واحد خالٍ من الإشارة إلى المذهب والطائفة. لأن المعتدي المحتل لم يفرق في ممارسته الإجرامية بالكويت المحتلة، بين مواطن سُنّي وآخر شيعي. لأن الكل في واحد: موطن ولائه، ومسقط حبه للكويت، ودينه الإسلام، ومذهبه «شني» ديدنه وحدة الوطن، وسنته التنوع في القراءة والرؤى والتفسير.. وكل ما يحيل إلى التعدد والتنوع الذي لا يفسد للمواطنة قضية، وعوداً على بدء نقول لو أن «أبوطلال» كرَّس «الله بالخير» لقضية السجال المحتدم حول تغيير و»حَش» الأعشاب الضارة في المناهج لما احتاج أبداً إلى كل هذه الهذرة المملة، كخطبة صلاة الجمعة! إلا مَن رحم ربي من خطبائها القلة النادرين لسوء حظ المصلين!

والمؤسف أن السجال المحتدم بشأن القرار إياه تحوّل إلى تلاسن مقيت، يرش الملح على الجروح القديمة، ناسياً ومتناسياً أن فعلته هذه توقظ الفتنة النائمة في حضن الوحدة الوطنية!

back to top