نظمت اللجنة المشتركة بين جمعية الخريجين الكويتية والجمعية الثقافية النسائية «كويتيون لأجل القدس» بمناسبة اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية، احتفالية لتكريم نخبة من المعلمين الفلسطينيين الأوائل، الذين درَّسوا في الكويت منذ عام 1936 حتى 1952، تحت رعاية وحضور وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي د. موضي الحمود.

Ad

أكدت وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي د. موضي الحمود، أن الكويت لا تنسى دور الرعيل الأول من المعلمين والمربين الفلسطينيين الذين ساعدوا في إدخال نظام التعليم النظامي إلى الكويت، مشددة على حرصها الدائم على استذكار فضلهم من خلال توارث سيرهم وتربية الأبناء عليها.

جاء ذلك خلال رعايتها الاحتفالية التي نظمتها اللجنة المشتركة بين جمعية الخريجين الكويتية والجمعية الثقافية النسائية (كويتيون لأجل القدس) بمناسبة اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية، ولتكريم نخبة من المعلمين الفلسطينيين الأوائل الخميس الماضي.

وشددت الحمود في كلمةٍ ألقتها على الحضور على الموقف الكويتي تجاه القضية الفلسطينية، والسعي الجاد إلى تحرير أرضها كعهدها ونهجها الأصيل الذي سارت عليه منذ الاحتلال، مؤكدة عدم التراجع عن الدعم المطلق اضطلاعا بمسؤولياتها العربية ووفاء بواجبها نحو شعب عربي شقيق كان له إسهاماته المعروفة في نهضة التعليم في الكويت.

المعلمون الأوائل

وأشادت بأول نخبة من المعلمين الفلسطينيين وصلت إلى الكويت في 1936، وكانت مكونة من أربعة معلمين وهم أحمد شهاب الدين، وخميس نجم، ومحمد المغربي، وجابر حسن حديد، مشيرة إلى الدراسة التوثيقية لتاريخ التعليم في دولة الكويت، والتي أصدرها مركز البحوث والدراسات الكويتية بالتعاون مع وزارة التربية في عام 2002، وقد وثقت هذه البعثة التعليمية الفلسطينية بالأسماء والصور لتبقى خالدة في وجدان الإنسان الكويتي.

وأوضحت أن هذه الدراسة أشارت الى أن مجلس المعارف في الكويت قد طلب في عام 1936 من مفتي فلسطين آنذاك ورئيس اللجنة العليا الحاج أمين الحسيني ترشيح أربعة من الفلسطينيين للعمل في المدرسة المباركية، مشيرة إلى احتفاء الكويت بهذه البعثة واستقبال أفرادها أحسن استقبال، مؤكدة ان مجلس المعارف عهد بإدارته لاثنين من أعضاء البعثة، وهما أحمد شهاب الدين من 1937 حتى 1942، ودرويش المقدادي من 1950 حتى 1952.

ولفتت الحمود إلى المشاركة النسائية من قبل المعلمات الشقيقات رفيقة ووصيفة وسكينة عيسى عودة في أول مدرسة ابتدائية للبنات من عام 1937 حتى 1939، إذ تتابع بعد ذلك الإسهام الفلسطيني في التعليم في الكويت، وقالت: "إن العلاقات الطيبة بين الشعبين الكويتي والفلسطيني ستبقى راسخة، وستبقى دولة الكويت خير نصير للقضية الفلسطينية".

شكراً معلمي

وعبّر باسم تلاميذ المدرسة المباركية آنذاك محمد السداح عن بالغ الشكر للمعلمين الفلسطينيين الذين ربوا جيلا أسهم في بناء معالم الكويت الحديثة منذ أيام الاستقلال، مؤكدا أن أغلبية رجالات الدولة تعلموا الحرف الأول على يد هذه الصفوة المختارة من أبناء الشعب الفلسطيني.

وقال السداح: "شكرا معلمي، شعار رفعته جمعية المعلمين منذ سنوات، ونتوجه به إلى معلمينا الأوائل الذين شاركونا شظف العيش وقسوة الحياة في تلك العهود، وعاشوا مع الكويتيين وتحملوا تلك الأيام الصعبة التي مرت على الكويت"، مبينا مساهمة المعلمين المصريين في الأربعينيات من القرن الماضي إذ ساهموا في تقديم خبراتهم التربوية.

وأكد السداح أن مدارس الكويت ستبقى منارات للعلم والعطاء، وسيبقى المعلم وفيا لمبادئ مسيرة التطوير والتحديث التي يقودها بكل جدارة من خلال رسالته التي لا تنحصر في تقديم العلم وتيسير التعليم فقط، وإنما تمتد لتشمل حراسة الأخلاق وحماية المبادئ والقيم المستمدة من أصول مجتمعنا العربي الإسلامي، والتي من خلالها يتبلور جوهر حضارتنا وتتحدد هوية أبناء أمتنا.

تحية إجلال

واعتبر نائب رئيس لجنة "كويتيون من أجل القدس" عبدالعزيز الملا الاحتفال بالقدس كعاصمة للثقافة العربية هو إعلان شعبي كويتي يرفض احتلال وتهويد القدس الشريف، الذي يتعرض الآن لأشرس أنواع الاغتصاب، مشيدا بأوائل الكويتيين الذين ساهموا في تدشين التعليم النظامي في الكويت من خلال افتتاح المدرسة المباركية ثم الأحمدية. وأشار الملا إلى الأثر البالغ للمعلمين الفلسطينيين في تقدم الكويت ونهضتها من خلال انضمامهم إلى سلك التعليم، كما أشاد بالجهود التطوعية التي بذلها المتطوعون والمتطوعات في بحث وجمع المعلومات، لإنشاء كتاب يضم أسماء المعلمين الأوائل.

«اليحييشه»

وارتجل العالم الفلكي د.صالح العجيري كلمة رحب فيها بالحضور بشهادة واقعية عبّر فيها عن مستوى التعليم وطرق توصيل المعلومة آنذاك، مؤكدا أن المعلمين الفلسطينيين آثروا المساهمة في هذه النقلة النوعية بجانب إخوانهم من المعلمين الكويتيين.

وقارن العجيري بين التعليم في الوقت الحالي وفي الماضي، لكونه أحد معلمي المدرسة المباركية، مؤكدا مدى ثقة أولياء أمور الطلاب بالمعلم في كلمتهم المشهورة "لك اللحم وعطنا العظم"، مبيناً عمق المعلومة التي يتلقاها الطالب ومدى محاسبة المعلمين له.

وأشار إلى طرق العقاب للمشاغبين والكسالى التي لم يكن يعترض الوالدان عليها، مبيناً أن "اليحييشه" كانت هي الطريقة الشائعة التي يخافها عموم الطلاب، عارضا نموذجا لـ"اليحييشه" وطريقة تنفيذها، معتبرا إياها أقسى طرق العقاب وأكثرها فعالية.

لا مبرر للضرب

في تعليقٍ لوزيرة التربية على الضرب التأديبي للطلبة الذي تحدث عنه العجيري، قالت: "إن الزمان تغير، وكل زمن له مبادئه وقيمه وممارساته، واختلفت الأمور اليوم، إذ كثرت وسائل المساعدة فليس هناك مبرر للضرب".

تعاقدات

عن تعاقد وزارة التربية مع المعلمين الفلسطينيين أكدت الحمود، أنه إلى الآن تتعاقد اللجان مع المؤهلين تعاقداً محلياً من بين الموجودين في الكويت، وعندما تذهب لجاننا إلى الدول العربية فهدفنا استقطاب أفضل العناصر.

لقطات

• أدارت مذيعة تلفزيون الكويت ندين صيداني لقاءً حوارياً لمجموعة من المعلمين والمعلمات الأوائل تحدثوا فيه عن الحقبة التي أمضوها في الكويت.

• بدأ الحفل بالنشيد الوطني الكويتي وتلاوة من القرآن الكريم.

• أهدت مدرسة الكويت الإنكليزية أغنية خاصة للمدرسين الأفاضل.

• كرمت الوزيرة الحمود 92 معلماً ومعلمة لم يتخaلف أي منهم أو أسرهم عن الحضور.