الإعلامي والشاعر الأستاذ عبدالرحمن النجار يبقى دائما من أولئك الذين يحملون بين أضلعهم قلوبا من زجاج شفاف، قابل للخدش والكسر بسهولة.

Ad

كثيرا ما تكشّف لي ذلك القلب عن صبحه عندما كانت تجمعني به والأستاذ الإعلامي صالح الشايجي والشاعر سليمان الفليّح في حضرة «الزعيم»، الذي كان يمسك بزمام سماءِ قبل السماء السابعة بقليل، أقصد الفنان عبدالله المحيلان.

وكثيرا ما تكشّف لي قلب «أبو فهيد» أيضا في أوقات جمعتني به ونفس الرائعين - باستثناء المحيلان- في فضاء المدهش «أبو صلوح» الصديق «الفيلسوف صلاح الساير»!

إلا أن أبو فهيد حتى خارج تلك الأوقات التي تشبه الأقواس في جملة الوقت، غير أنها معكوفة بالعكس.

يظل من أولئك الذين وإن كان لعقولهم غالبا كلمة الفصل والختام عندما تتضارب رغبات العواطف، تبقى مشاعرهم ندى «هيرات» تنسج ثوب الغيب من وهج «دانات»!

وبرغم ذلك، فقد أحببت أكثر عبدالرحمن النجار داخل تلك الأقواس المعكوفة!

داخلها، أبو فهيد بالنسبة لي بمنزلة فوانيس أضاءت «سكة» العمر!

أحببت داخل تلك الأقواس روح السخرية اللذيذة في روح «أبوفهيد».

لأبوفهيد «خلطته السرية» في ما تحتويه غرشة السخرية!

سخريتة لاذعة، دقيقة، كاريكاتيرية، ولا تخلو من المنطق دائما!

وأحببت روحه المرحة.

ذلك المرح الذي لا يشبه طفولة التهذيب وإنما تهذيب الطفولة!

ويتجلى المرح في روح النجار في رسم توقيعه على كراسة الهموم اليومية

توقيع أبوفهيد عفوي لذا يصعب تزويره.

وروحه المرحه لها طعم «استكانة جاي باللومي»، على مقعد خشبي تدثر «بالبساط « الملوّن في ضيافة البحر!

في تلك السماء الممتدة من عبدالله المحيلان إلى صلاح الساير، أحببت اللحظة التي جمعتني بأحد أوائل من أرادوا إعادة «توزيع» نوتة الشعر في المنطقة، تلك اللحظة التي تجعل لسان الذاكرة تتذوق السكر المنساب من «أحلى الكلام» ذلك الديوان الصغير الذي جلستُ أمام سبورته أتعلم:

كيف أزيح الغبار عن نافذة النار لأتهجأ قلبي!

وفي الكويت تحديدا ثمة من يقول إن عبدالرحمن النجار أول من كتب شعر التفعيلة العامي، حتى لو لم يكن أول من أصدر ديوانا يوثّق ذلك.

أي أن تجربته الشعرية في شعر التفعيلة بدأت قبل تجربتي الشاعرين فايق عبدالجليل ونايف المخيمر رحمهما الله.

أبو فهيد قامة من ذلك الجيل الذي أضاف الى لوحة الشعر العامي لونا سيظل رائعا لأنه صنع في مرسم روحهم الخاص ومُزجت أنفاس فرشاتهم الخاصة به!

هذه بعض سيرة الشاعر عبدالرحمن النجار.

وفي الشعر تحديدا،

أظن أن النجار شاعر حتى وإن لم يكتب حرفا من الشعر،

يكفيه شعرا أنه يؤمن بأن لابد من خطوة أولى حتى لو كان هو شهيدها!

وشاعريته تتجلى كثيرا في «حديثه».

وعلى ذكر الحديث، فإن «أبوفهيد»، عندما يتحدث يأتي صوته أعلى من الهمس قليلا ومع ذاك فهو واضح للمحيطين به.

أبو فهيد... فقط أردت أن أقول: اشتقت لحديثك!