أحاسيس... مواجهة كاذبة لـ السينما النظيفة

نشر في 05-02-2010
آخر تحديث 05-02-2010 | 00:00
 محمد بدر الدين «أحاسيس» الفيلم الثاني الذي يخرجه هاني جرجس فوزي، أحد المنتجين المهمين في السينما المصرية المعاصرة، لكنه اتجه إلى الإخراج شأن مجموعة من المنتجين في الآونة الأخيرة.

على أن فيلمه، الذي بدأ عرضه أخيراً، يشير بوضوح إلى نيته في الاستمرار في العمل كمخرج إلى جانب عمله كمنتج، خصوصاً أنه يبدو فيه مسيطراً على أدواته من الناحية الحرفية، وعبر توجيه العناصر الفنية وتوظيفها وتضافرها تصويراً وإضاءة وديكوراً وتمثيلاً وموسيقى إلخ... متقدماً بذلك خطوات عن «بدون رقابة».

لكن يبدو الهدف في «أحاسيس» هو نفسه الذي أراده في فيلمه السابق، أي تقديم «تيمات» أو خطوط وشخصيات، تدور في فلك الغرائز والحاجة الجنسية وأزماتها لدى المتزوجين وغير المتزوجين، ليس بغرض مناقشتها على نحو موضوعي، إنما لصنع فيلم تجاري استهلاكي يحقق ربحاً.

في «أحاسيس» على غرار «بدون رقابة» مشاهد عري على امتداد الفيلم، لكنه ليس عرياً ضرورياً تحتمه طبيعة الدراما ومواقفها، إنما جاء في أكثره مجانياً.

الأغرب أن المخرج، على نحو ما كانت تقدمه إيناس الدغيدي سابقاً، يعتبر مشاهد العري «جرأة» وكسراً لزمن «السينما النظيفة» الذي راج في الفيلم المصري المعاصر، وغفل ربما عن أن الجرأة الحقيقية تكون في إطار أفلام تجسد رؤية جادة وصيغة فنية غير تجارية، كي لا يكون العري مجانياً أو مطلوباً في ذاته، وأن دحض مفهوم «السينما النظيفة» الساذج والسطحي لا يتمّ بهذه الطريقة!

يقدم «أحاسيس» هذه «الجرأة» المفتعلة عبر حكايات وخطوط متداخلة، أولها علاقة الحب بين سلمى (علا غانم) وإيهاب (باسم سمرة) وما يكتنفها من مصاعب، خصوصاً عندما تشعر سلمى فجأة بأن حبيبها يحاول الابتعاد عنها، ويتكرر ذلك مراراً، فتصاب باليأس وتضطر إلى الزواج من «أحمد» (إدوارد) وتنجب منه طفلين، لكن حبّ إيهاب يظل مشتعلاً في قلبها، فيوقعها في عذاب مستمرّ لأنها بأحاسيسها هذه تخون زوجها المحبّ والكريم والحنون، فتلجأ إلى طبيبة نفسية (عبير صبري) لإيجاد مخرج لأزمتها، إلا أنها لا تلبث أن تكتشف سراً يبوح به صديق إيهاب (أحمد عزمي) لها، وهو أنه مصاب بورم في المخ لذا قرر الابتعاد، وطلب من صديقه إبلاغ سلمى قبل أن يخضع لجراحة خطرة احتمالات فشلها أكثر من نجاحها.

بدوره، يعاني الصديق مشكلة مع زوجته الشابة (راندا البحيري) التي لا تلبي احتياجه في علاقته الحميمة معها، فيتهمها بالبرودة وتتهمه بأنه يطلب منها ما كان يطلبه من الأخريات، خصوصاً بائعات الهوى قبل زواجه، وترفض التكيّف مع ما لا تقبله فيتصدّع زواجهما، عندها يقيم علاقة مع إحداهن (الممثلة الشابة دنيا التي تقدم «نمرة» من نمر التعري)، وعندما تنتابه مشاعر الغيرة تجاهها تصيح فيه: «علاقتنا من أجل المتعة فقط!»

لسلمى صديقة (مروة) تسمع عن هذه القصة، فتتمنى زوجاً من هذا النوع يطلب ممارسة على تلك الشاكلة! وهي بدورها تخون زوجها، مع سبق الإصرار والاستمرار، وعندما يكتشف خيانتها يطلّقها، ثم لا تلبث أن تتجه إلى التوبة وترتدي الحجاب... وغيرها من الحكايات من هذا الصنف التي لا تعني شيئاً، سوى العري المجاني للجذب والربح وليس لأمر آخر.

back to top