تكررت هذا العام في نفس التوقيت وفي نفس المكان نفس التساؤلات، وكأنها ألغاز أو أحاجٍ عسيرة على الحل مثل «عقدة الإسكندر المقدوني» الشهيرة، بالرغم من أنها في حقيقتها تساؤلات بدهية بإجابات سهلة دانية للقاطفين!

Ad

لماذا تحشر إدارة أرض المعارض في مشرف ثلاثة أو أربعة معارض في نفس الوقت كما هو حاصل حالياً، حيث ينعقد معرض الكتاب الدولي ومعرض للمنتجات السورية ومعرض للهدايا ومعرض للبناء والإعمار، ليصبح الزحام والاختناق المروري ثقيلا لا يطاق؟! هل يحتاج الأمر إلى عقل خارق حتى يدرك أن هذا كان سيحصل لا محالة؟ أم أنه جشع «تجاري» صرف من جهة ما بلا مراعاة لأي شيء؟!

ولماذا لم يدرك القائمون على معرض الكتاب حتى الساعة، وهم حتماً يسمعون التذمر والشكاوى بشكل سنوي من الأطراف المختلفة، ضرورة وجود خدمة حمل الأكياس وخدمة توفير العربات للزبائن؟ هل الأمر صعب ومستحيل إلى هذه الدرجة؟! أم هل في المسألة يا ترى تفجير للذرة أو صناعة لصاروخ عابر للقارات أو إطلاق لقمر صناعي حول المريخ؟!

ولماذا لا تتوافر خدمة الاستعلام الإلكترونية عن الكتب بشكل أكبر وأكثر إقناعا واحترافية في أرجاء المعرض المختلفة؟ ولماذا الإصرار على الشح في هذه الخدمة ودفع الناس للطوفان بين الناشرين وهم يحملون قوائمهم ليسألوا عن توافر هذا الكتاب وذاك وكأننا لانزال في العصر الجاهلي؟!

ولماذا لا يوجد لمعرض الكتاب موقع على الإنترنت تتوافر فيه أسماء دور النشر المشاركة وكتبها وأسعارها؟ هل الأمر معقد وصعب ومكلف إلى هذه الدرجة ونحن في عصر قد صار فيه حتى لمحلات بيع «الدراريع» مواقع على الإنترنت، بل قد تزودت بخدمات البيع الإلكتروني بواسطة (الكي نت)؟!

لن أستمر بطرح «اللِّماذات» وسأتوقف، لأني أكاد أجزم بألا حياة لمن أنادي... لا حياة حتى إن كانت قلوبهم تخفق ودماؤهم تجري وللأسف!

***

سأضع خلال المقالات القادمة في هذا الأسبوع، وبمناسبة انعقاد معرض الكتاب، قوائم لكتب مقترحة للاقتناء، وحين أقترح كتاباً ما، فليس معنى هذا أني أوافق بالضرورة على محتواه، إنما هي دعوة للقراءة بعيون ناقدة باحثة عن الحقيقة.

• رواية «الثوب» لزميلنا طالب الرفاعي. رواية رائعة ذكية مفاجئة تمتلئ بما يشغل التفكير ويدعو للتأمل، حيث الكاتب وأسرته وأصدقاؤه «وأناه الأخرى» أبطالٌ لهذه الرواية البسيطة المركبة المستفزة الماتعة الجريئة في آن. ستخرج منها وأنت تتساءل، هل تراه كان يصف الحقيقة؟ الرواية موجودة عند رابطة الأدباء ومن إصدارات دار المدى السورية.

• رواية «لا يوجد مصور في عنيزة»، وهي الرواية الأولى للكاتب خالد البسام، حيث أهداها «إلى أهل عنيزة، الباقين على النبل والكبرياء». كانت هذه الرواية من أكثر الكتب مبيعاً في معرض الرياض الدولي في مارس الماضي بحسب الزميلة «القبس»، لكن المفارقة أنها لم تحصل على الإجازة الرقابية من وزارة الثقافة والإعلام السعودية بعد ذلك لتداولها في المكتبات. كتبت رويترز عن الرواية قائلة إنها «الرواية الجميلة التي كتبت بحبر سري لطيف». وجدتها عند دار الأيام البحرينية بطبعة صغيرة للجيب من إصدار دار الأمل اللبنانية، وهناك طبعة من إصدار المؤسسة العربية للدراسات والنشر.

• رواية «لبيك- حج الفقراء» وهي الرواية الوحيدة للمفكر العالمي الجزائري الأصل مالك بن نبي (1905-1973) والذي عرفناه في كتاباته الفكرية العميقة. روايته هذه كتبها في عام 1947 ولم تترجم إلى العربية إلا هذا العام، حيث يدوِّن فيها تفاصيل رحلة غير عادية، قادته إلى مكة المكرمة، حيث التقى فيها برجلين مميزين، حركا مشاعر متناقضة بداخله. من ترجمة د. زيدان خوليف ومن إصدار دار الفكر السورية.