كما انتظر العرب خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي ألقاه في جامعة القاهرة، طويلاً وعلى أحرِّ من الجمر، فجاء أفضل من توقعاتهم، فإنهم ينتظرون الآن وبنفاد الصبر نفسه خطاباً جديداً، هو مبادرة لحل أزمة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، والمؤكد أنه سيأتي أيضاً أفضل من توقعاتهم، هذا إنْ لم يكُن هناك اعتقاد أنه على الأميركيين أن يحرِّروا فلسطين من البحر إلى النهر، ليعود إليها أهلها كشقة مفروشة!!
لن تكون هناك مفاجآت على الإطلاق، فمسألة حل الدولتين التي يعود الفضل الأول فيها إلى الإدارة السابقة والرئيس جورج بوش (الابن)، الذي أشبعه العرب والعجم شتماً وسباباً من دون أيِّ سبب، باتت محسومة ولا تراجع عنها، وغدا الأميركيون يؤكدونها كل يوم. ثم هناك مسألة أخرى غدت محسومة أيضاً، هي الانسحاب الإسرائيلي الكامل من كل الأراضي الفلسطينية التي احتُلت في حرب عام 1967، ومن ضمنها القدس الشرقية، مع ترك نسبة نحو ستة في المئة هي مساحة المستوطنات الكبيرة المحيطة بالمدينة المقدسة لمفاوضات لاحقة، على أساس أن تُستبدَل بأراضٍ مماثلة يسود اعتقاد أنها ستكون من "الأراضي الإسرائيلية " المحادَّة لقطاع غزة من الجنوب الشرقي. حتى الأراضي التي تُسمَّى "No Mans Land"، والتي يُطلق عليها الإسرائيليون "صحراء يهودا"، وهي الأراضي الواقعة بين البحر الميت والقدس، فإن حكومة رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت كانت قد أبلغت الأميركيين في اجتماع حضره الفلسطينيون، أنها جزء من الأرض التي احتُلت في عام 1967، وأنه ينطبق عليها ما ينطبق على باقي أراضي الضفة الغربية. وأيضاً، فإن الإسرائيليين كانوا قد أبدوا استعداداً في الاجتماع الآنف الذكر، لوقف الاستيطان بكل أشكاله وألوانه، كما كانوا أبدوا استعداداً في الاجتماع نفسه للموافقة على عودة أعداد من اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم في مناطق عام 1948، بشرط أن يكونوا من مواليد هذه المناطق قبل قيام الدولة الإسرائيلية، أما بالنسبة إلى باقي ما تبقى من اللاجئين، فإنهم إنْ هم رغبوا في "العودة" فبإمكانهم العودة إلى الأراضي التي ستقوم فوقها الدولة الفلسطينية المنشودة، أي الضفة الغربية وقطاع غزة. هذه هي الملامح العامة للخطة التي يُقال إن إدارة الرئيس باراك أوباما تعكف على إعدادها، والتي ستُطلقها ربما خلال أيام قليلة مقبلة، وبالطبع فإن هناك قضايا من المُنتظر أن تعالجها هذه الخطة، من بينها وضعية الدولة الفلسطينية العتيدة من حيث التسليح والعلاقات الخارجية والمعابر والحدود والسماء والمياه الإقليمية... وهنا يبقى على "الأشقاء" الفلسطينيين أن يوحِّدوا صفوفهم ويضعوا حداً لهذا الانقسام الذي إنْ هو استمر فإن قضيتهم ستدخل مرحلة ظلامية لا أحد بإمكانه التكهّن بنهايتها، ثم على العرب أن يتخلصوا من هذا التردد وأن يساندوا الأميركيين ويساعدوهم بالأفعال لا مجرد الأقوال، لينجزوا ما هم مصمِّمون على إنجازه. كاتب وسياسي أردني كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء
مقالات
حدود الخطة الأميركية!
05-07-2009