أهم المؤتمرات

نشر في 04-08-2009
آخر تحديث 04-08-2009 | 00:00
 صالح القلاب من المفترض أن ينعقد اليوم (الثلاثاء) في بيت لحم في فلسطين مؤتمر حركة "فتح" بعد غياب أكثر من عشرين عاماً، والمتوقع أن يحقق هذا المؤتمر، الذي جاء بعد مخاض صعب وبعد غياب مؤسس هذه الحركة وقائدها التاريخي ياسر عرفات (أبوعمار)، ولو الحد الأدنى من لملمة أوضاع الفلسطينيين المتفاقمة، ويعيد هذا الفصيل الفلسطيني الرئيسي الذي هو صاحب فضل إطلاق الثورة المعاصرة إلى موقعه القيادي على رأس حركة التحرر الفلسطينية.

لقد كانت هناك محاولات محمومة شاركت فيها بعض الدول العربية البعيدة جداً عن خطوط المواجهة لمنع انعقاد هذا المؤتمر، وتأتي في هذا الإطار الزوبعة التي أثارها فاروق القدومي (أبواللطف)، والهدف هو الاستمرار في إظهار الساحة الفلسطينية منقسمة وممزقة، بينما تدخل قضية فلسطين أهم منعطف حاسم على مدى تاريخها الطويل، وبينما تبذل كل هذه الجهود الأميركية الجديّة لإنهاء هذا الصراع وإنجاز هدف إقامة الدولة المستقلة المنشودة إلى جانب الدول الإسرائيلية.

وحقيقة أن محمود عباس (أبومازن)، الذي كانت هناك وجهة نظر تقول إنه لا يملك دهاء (أبوعمار) ولا "كرزماتيته" ولا قدرته على المناورات والكر والفر، قد أظهر قدرة قيادية هائلة تمثلت في لملمة أشتات "فتح" والتمكن من عقد هذا المؤتمر في ظروف لا تساعد حركة فضفاضة تفتقر إلى صيغة التنظيم الحديدي وإلى انضباطية الأحزاب الشمولية العقائدية، على أن تعقد مؤتمرها بكل هذه الأعداد المستقدمة من كل حدب وصوب.

لقد تمكن (أبومازن) وبدهاء لا يقل عن دهاء (أبوعمار) من تنفيس "بالون" فاروق القدومي الذي أطلقه تناغماً مع "أجندة" حركة "حماس" ومع "أجندات" عربية وإقليمية أخرى بلفِّ كل أعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح" حوله، وهنا فإن أهم إنجاز في هذا المجال هو أنه أقنع مسؤول التعبئة والتنظيم محمد غنيم (أبوماهر) الذي رفض اتفاقيات أوسلو واختار البقاء في تونس بالعودة إلى فلسطين، وكان قد اصطحبه معه يوم الأربعاء الماضي إلى رام الله حيث سيبقى هناك بصورة دائمة ومستمرة، وسيتولى دور الرجل الثاني وسيكون له الإشراف المطلق على الشؤون التنظيمية.

إن مؤتمر "فتح" الذي سينعقد لأول مرة في فلسطين منذ أن تشكلت هذه الحركة في نهايات خمسينيات القرن الماضي، ومنذ أن اتخذت قرار المباشرة بالعمل المسلح باسم "قوات العاصفة" في اجتماع عقده آباؤها المؤسسون على شاطئ "الصليبيخات" في الكويت سيتخذ قرارات في غاية الأهمية، وهو سيضع العمل الفلسطيني على بداية طريق جديد وسيكون بمنزلة المحطة الرئيسية نحو الانتخابات الرئاسية والتشريعية، التي من المقرر إجراؤها في بدايات العام المقبل.

ستكون هناك لجنة مركزية جديدة، لن يكون من بين أعضائها فاروق القدومي (أبواللطف)، الذي كان يستمد قوته في الساحة الفلسطينية من علاقاته بصدام حسين وبعث العراق ومن ارتباطه بدمشق، وستكون هناك قرارات مهمة في اتجاه دعم مسيرة السلام على أساس حل الدولتين وسيكون لأعضاء "الداخل"، لأول مرة أيضاً، الدور الأساسي خلال هذا المؤتمر، الذي هو أهم المؤتمرات، ثم في المرحلة اللاحقة.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top