استضافت رابطة الأدباء الدكتور نزار محمد عبده غانم، وأدارت الجلسة الكاتبة جميلة سيد علي، التي أكدت في مستهل حديثها أن الضيف لديه اهتمامات موسيقية متنوعة، مستعرضة جانباً من سيرته العلمية والمهنية، مبينة أنه حاصل على شهادة في الطب، كما أن له عدة دراسات ومؤلفات في التاريخ الموسيقى.
من ناحيته، استهل الدكتور نزار محمد عبده غانم محاضرته "الأثر الإفريقي في الرقص الشعبي اليمني"، متناولاً من خلال قراءة تاريخية في الرقصات الشعبية اليمنية مدى تأثر هذه الرقصات بالتراث الإفريقي مع عرض نماذج مختلفة من هذه الرقصات ودلالاتها.وقال "أقدم عرضاً تاريخياً لرقصات شعبية يمنية تدين باصولها الى البر الإفريقي المواجه لشبه جزيرة العرب، الذي ظل على مدى التاريخ المؤيد بالشواهد المادية التي تقدمها لنا علوم الآثار والعلوم الأخرى المساندة لعلم التاريخ، مصدرا من مصادر التأثير والتأثر الثقافي لعرب شبه الجزيرة لاسيما القاطنين في سواحلها، إذ نشطت حركة التجارة وتبادل السلع المختلفة، ونشطت معها التحركات الديمغرافية على شكل هجرة للآخر أو احتلال له، وكان من الطبيعي أن تكون الجسر الذي تمر عبره المؤثرات الثقافية، ومنها الفنون التعبيرية الأدائية من موسيقى ورقص وغناء، وفي الاتجاهين معا".وأكد المحاضر أهمية النتائج التي يستخلصها علم موسيقى الشعوب، قائلاً "من يدري فقد يوفق بعض علماء الاثنوميوزيكولوجي ذات يوم في تقديم بانوراما متكاملة عن المثاقفة المذكورة بين سواحل جزيرتنا العربية والبر الإفريقي، بحيث تكون دراسة جامعة مانعة لا تترك صغيرة أو كبيرة ألّا وتفحصتها وحللتها تجريبيا، موظفة في ذلك كل معارف ومهارات البحث الاثنوميوزيكولوجي أو "علم موسيقى الشعوب".تعليقاتوعقب ذلك فُتح باب النقاش للحضور، وأشاد الملحن غنام الديكان بالدكتور يوسف دوخي الذي قدم بحوثاً ودراسات متنوعة في الفنون الشعبية ساهمت في وعي المتخصصين في الموسيقى، مؤكداً أن الطمبورة الحديثة ليس لها علاقة بالمقام الخماسي، إنما هي مقامات شرقية، موضحاً أن تنوع أحجام الطمبورة يمنح قدرة على عزف أنغام مختلفة.بدورها، استغربت الأديبة ليلى العثمان عدم اهتمام العرب بتراثهم الموسيقى، متمنية إنشاء جمعية تهتم بهذه الفنون الشعبية والتراثية.وفي إجابته عن سؤال الأديب عبدالله خلف، ذكر غانم أن اليمن كان تحت الحكم الهندي، لكن في ما بعد انتقل إلى الحكم البريطاني لذلك نجد هناك بعض القواسم المشتركة بين الثقافتين الهندية واليمنية، المتعلقة بالموسيقى والإيقاعات والملابس والأزياء والغذاء.وفي رده على سؤال طلال الرميضي المتعلق بالشاعر حميد منصور، ذكر غانم أن ثمة أمورا كثيرة ربما ليست حقيقة تم إلصاقها بهذا الشاعر.كما قال غانم أن العزف على الطبل أو التطبيل يعتبر وصمة اجتماعية في اليمن، بينما العزف على الآلات الوترية يعد مقبولاً لدى أبناء القبائل.
توابل
غانم حاضر عن الأثر الإفريقي في الرقص اليمني الشعبي
22-01-2010