مبادرات جميلة يقوم بها أفراد من الكويت من وقت إلى الآخر، تكشف لنا عن هذه الروح والأخلاق الرائعة التي يتحلى بها أناس يهمهم أمر الكويت وأن تكون دائما بأفضل حال على كل المستويات، وذلك عن طريق تجميلها ورعايتها ودفع الحياة فيها إلى الأمام وإلى حال أفضل.

Ad

منها جائزة السيد محمد عبدالمحسن الخرافي للتميز والإبداع التربوي، هذه الجائزة من أهم الجوائز، لأنها في رأيي تمثل لبنة مهمة في تحفيز التميز والإبداع في مرحلة هامة من تأسيس الوعي الأخلاقي والعقل الخلّاق في بناء الفرد والإنسان الكويتي، بدءا من رياض الأطفال والمدارس الابتدائية ومن ثَمَّ المرحلة المتوسطة والثانوية، وهي تُعطى للمعلم المتميز في كل مرحلة من هذه المراحل، والإدارة المدرسية المتميزة في كل درجة من درجاتها التعليمية. والجزء الثالث منها موجه إلى المشروع التربوي المبدع، فهل هناك جائزة أفضل من هذه الجائزة الموجهة بالفعل لبناء الفرد من أساسه، والمساعدة على وضع الأساس الصحيح للمستقبل القادم، وكنت أتمنى لو أن الرجل الفاضل محمد عبدالمحسن الخرافي قد أضاف إلى هذه الجائزة بندا آخر وهو جائزة للتلميذ المتميز والمبدع في كل مرحلة من المراحل التعليمية للبنات والأولاد، حتى وإن كانت مبالغ مالية صغيرة، لكنها حتما سيكون لها دور وشأن عظيم في خلق التحفيز والتنافس في تربية الأجيال.

والمبادرة الثانية كانت للأستاذة الفاضلة نورية السداني وجمعية المهندسين الكويتية الذين أخذوا على عاتقهم تجميل المناطق السكنية ورعايتها حتى تظهر بأبهى صورة وأكثر تطورا ورقيا، وذلك بإضافة بعض اللمسات التحديثية للمباني الحكومية مثل الحدائق والمدارس وكل ما تحتاج إليه المناطق وسكانها.

المبادرة الثالثة جاءت من الفاضل عبدالله يوسف العبدالهادي الذي أنشأ هذا المستوصف الرائع في منطقة اليرموك، الذي هو في غاية الجمال والجودة معا، فعلى غير العادة جاءت جودة المظهر الخارجي متطابقة مع جودة مواد المنشآت الداخلية، يعني المسألة كان فيها ضمير، والآن أصبح لدينا مستوصف في غاية الحداثة ومناسب للألفية الثالثة، وللطفرة العمرانية التي يتم فيها تحديث الشكل العمراني في الكويت. البادرة الرابعة هي اقتراح النائبة أسيل العوضي بشأن التنمية الثقافية للكويت، فهذه أول مرة نسمع فيها صوتا لنائب يهتم بالثقافة، وهو أمر يشعرني بالسعادة ويمثل درجة صغيرة في تحويل دفة البرلمان الكويتي نحو الثقافة التي هي الركن الأساسي والضروري لكل مجتمع متميز ومتفوق، هذا الصوت يُسمع لأول مرة في مجلس يصرف جل وقته في قضايا لا تبني عقل الإنسان ولا ثقافة المجتمع بقدر ما تثير اللغط والصراع والبلبلة. يا ليتها اقترحت أن يكون هناك توجيه ودور للجمعيات التعاونية في كل المناطق، بتخصيص صالة صغيرة لدورات ومسابقات الرسم وكتابة الشعر والقصة لكل من الأولاد والبنات على أن تخصص أيام لكل منهما بعيدا عن الاختلاط.

وأخيرا أضيف بادرة د. ابتهال الخطيب في الصدق، فصدقها هذا بادرة ريادة في شق منهاج ودرب لكل النساء، ليتبعن هذا الضوء المبهر في شجاعة صدقه وفي إيمانه بطريقه.

ابتهال الخطيب شجاعتها ريادة في مواجهة مجتمع يخاف من صوت المرأة، فما بالك بكل هذا الصدق الفادح في براءته وفي إيمانه برسالته ودوره كإنسان مسؤول في هذه الحياة، فياليت نتعلم منها كيف ندافع بشراسة عن مبادئنا وعن رأينا وما نؤمن به.

لكل هذه المبادرات ولكل من جاء ذكرهم فيها ألف تحية وشكر، والكويت ولادة في المبادرات النابعة من صدق أولادها وأهلها المحبين لها بحق.