«مار مارون» يجمع أركان الدولة في بيروت... وعون يعتبر وجوده في حلب «لقاءً مع التاريخ»
التعرُّف على خمس جثث... وخليفة يرجح انفجار الطائرة الإثيوبية في السماء وتطاير الأجزاء منها
بين العاصمة بيروت التي احتضنت مشهدا رسميا ودينيا جامعا، ومنطقة براد السورية التي استضافت رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، انقسمت الاحتفالية باليوبيل المئوي السادس عشر للقديس مارون.وبينما شكّلت زيارة العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس إلى الجنوب محطة دعم لافتة، لاتزال كارثة الطائرة الإثيوبية ترخي بثقلها على المشهد اللبناني، مع استمرار معاناة الأهالي الذين لايزالون يأملون العثور على جثث أبنائهم.
لم تسترِح فِرق المسح والبحث البحرية في اليوم السادس عشر على كارثة الطائرة الإثيوبية، بحثاً عن جثث الركاب والصندوق الأسود الثاني، من دون أن تثمر جهودها التوصل الى جديد، في وقت رجّح فيه وزير الصحة محمد جواد خليفة أن تكون الطائرة "انفجرت في الجو وتطايرت الأجزاء منها بما تحتوي من حديد وناس، وسقطت في أماكن مختلفة من البحر".وبينما ظهرت نتائج فحوص الـ"DNA" للجثث التي تمّ انتشالها، وتم بموجبها التعرّف على جثة اللبناني حسين يوسف الحاج علي، وعلى "جزء من جثة كابتن الطائرة"، إضافة الى ثلاث جثث إثيوبية، أشار خليفة الى أن "الجثث التي تطايرت في بداية الأمر تمّ انتشالها كاملةً، والباقي هو للأسف أجزاء بشرية بعيدة بعضها عن بعض ومتحللة"، لافتاً الى أن "الصور التي ظهرت تحت البحر واضحة وتفصيلية، تتضمن أجزاء بشرية بعيدة بعضها عن بعض، وأجزاء من حطام الطائرة".وبينما عثر عدد من المواطنين عند شاطئ عدلون على قطعتين عائدتين إلى الطائرة الإثيوبية المنكوبة، تسلّمهما الجيش اللبناني وضمهما الى الأجزاء السابقة التي تم العثور عليها، غادر بيروت أمس، عضوا لجنة التحقيق الإثيوبيان جيتاناد أكيلات وأبيرا ديريسا الى أديس أبابا، بعد مشاركتهما في التحقيقات الاولية مع اللجان المختصة بشأن تحطم الطائرة الإثيوبية قبالة الشواطئ اللبنانية، بالتزامن مع عودة لجنة التحقيق المصغرة من باريس، بعد نقلها الصندوق الأسود الذي تم انتشاله السبت الفائت.إلى ذلك، قال مصدر مطلع على التحقيق لوكالة "رويترز"، إن فريق التحقيق الموجود في فرنسا، توصل، بناءً على المعلومات المأخوذة من الصندوق الأسود، إلى نتيجة مبدئية بأن تحطُّم الطائرة كان "خطأ الطيار".ومن المقرر أن يطلع مجلس الوزراء اليوم على آخر التطورات في قضية الطائرة الإثيوبية، والمراحل التي قطعها التحقيق، في موازاة استكمال النقاش بشأن التعديلات المقترحة على قانون الانتخابات، في ظل تباين وجهات النظر بشأن اعتماد النسبية وتقسيم بيروت، مع بدء العد العكسي لموعد الانتخابات البلدية في مايو المقبل.بين بيروت... وحلب وفي موازاة اجتماع أركان الدولة في القداس الاحتفالي الذي ترأسه البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في وسط بيروت، بحضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، إضافة الى حشد وزاري ونيابي وعسكري ودبلوماسي، شارك رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون، الى جانب الرئيس السابق إميل لحود ورئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية، في قداس احتفالي ترأسه المطران يوسف أنيس أبي عاد في كنيسة القديس جوليانوس بمنطقة براد في شمال حلب، بحضور المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية بثينة شعبان، وحشد من الشخصيات السياسية والروحية.وفي كلمة وجه خلالها "أسمى درجات التقدير للرئيس بشار الأسد وصداقتنا ومحبتنا للشعب السوري"، رأى النائب عون في كلمة ألقاها في ختام القداس، أنه "في وجودنا أمام ضريح مار مارون، واحتفالنا بذكرى القرن السادس عشر لوفاته، يتخطى لقاؤنا آنيته، ليصبح لقاءً مع التاريخ"، معتبراً أنه "وإن غبنا طويلاً عن منابعنا وجذورنا، فإنها لحظة قصيرة أمام الخلود الذي تجسده عظمة هذا المكان، وهكذا نتحرر من مقاييس الزمان". واستقبل الأسد عون ولحود وفرنجية على مأدبة غداء.وفي بيروت، آمل البطريرك صفير أن "يكون هذا اليوبيل موسم خير وبركة"، سائلاً الله أن "يؤتينا، بشفاعة هذا القدِّيس، أيَّاماً خيراً من هذه الأيام التي نعيشها"، في موازاة تأكيد رئيس أساقفة بيروت المارونية المطران بولس مطر أنه "للقائنا في بيروت بالذَّات أكثر من دلالة، لأنَّه يحمل إلى المنطقة والعالم بأسره رسالة لبنان"، معتبراً أن "بيروت اليوم صارت بامتياز مساحة التَّلاقي الأرحب بين المسيحيَّة والإسلام، ومكان الحوار البنَّاء".خوان كارلوسوبعد زيارة استمرت يومين، غادر العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس بيروت مساء، بعد ان تفقد بالبزة العسكرية قاعدة ميخل دي سيرفانتيس العائدة إلى الكتيبة الإسبانية في سهل بلاط بمرجعيون، إذ اطلع على الأوضاع من مختلف نواحيها في المنطقة الحدودية والعلاقة التي تربط كتيبة بلاده بالسكان المحليين. وكان الملك الإسباني وصل إلى القاعدة الإسبانية بواسطة مروحية دولية، ووضع إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري لشهداء الكتيبة الإسبانية في جنوب لبنان، ثم عقد اجتماعاً مغلقاً ضمه وقائد اليونيفيل الجنرال أسارتا وكبار ضباط الكتيبة الإسبانية.وعلى هامش زيارة العاهل الإسباني، عقد وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس والوفد المرافق، سلسلة لقاءات في بيروت شملت الرئيسين بري والحريري ووزير الخارجية والمغتربين علي الشامي ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط.وخلال جملة المواقف التي أطلقها، أشار موراتينوس الى الرغبة "بتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، وبين لبنان والاتحاد الأوروبي"، موضحاً أن البحث تناول "الوضع في كل الشرق الأوسط، الذي يشكل اولوية كبيرة للرئاسة الاسبانية للاتحاد الأوروبي التي تدعم عملية السلام".وإذ لفت الى أن "الوقت الآن هو للعمل على اعادة إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط، وعلى جميع الأطراف الانخراط في محادثات جدية"، أكد موراتينوس ان "اسبانيا ستحاول خلال فترة توليها رئاسة الاتحاد الاوروبي ضمان التطبيق الكامل للقرار 1701 واحترامه".