الدبلوماسية الثقافية

نشر في 20-07-2010
آخر تحديث 20-07-2010 | 00:01
 د. ندى سليمان المطوع لكل دولة نمط وخصوصية في علاقاتها بالعالم الخارجي، والمتابع لمسار العلاقات الخارجية لا يستطيع إلا أن يقف أمام الواقع السياسي والاقتصادي الجديد الذي فرض نفسه على البناء الدبلوماسي الخليجي والعربي والدولي، هذا الواقع هو العولمة وتأثيرها في العمل الدبلوماسي التقليدي بتحويل مساره إلى "الدبلوماسية العامة" بأنواعها، وتبرز أيضا أهمية "الإعلام" بنوعيه التقليدي الرسمي والإعلام الخاص، وبتزايد قوى العولمة وبروز مفاهيم القوى الناعمة soft power، والدبلوماسية العامةpublic diplomacy.

أجلس اليوم وأنا في ضيافة "محمد بن عيسى" وزير الخارجية المغربي السابق والناشط في دعم المثقفين العرب في مهرجان "أصيلة" السنوي، لأشارك في وضع النقاط فوق الحروف لمعاني الدبلوماسية بأنواعها، اسمحوا لي أن أبتدئ بكلمات "كراوس" أستاذ العلاقات الدولية المعروف، والذي أسند معاني الدبلوماسية العامة إلى أنها فن "إدارة المعرفة والمعلومات" باستخدام "الحوار"، إما عبر استخدام وسائل الإعلام والاتصال بين الأفراد والمؤسسات g2p، وإما عبر استخدام وسائل الإعلام والاتصال بين المواطن والمواطن p2p، وتسخير وسائل الاتصال والإعلام، الإنترنت والقنوات التلفزيونية والتواصل مع الجماهير لخدمة برامج الدبلوماسية العامة، وتعزيز دور الإعلام الخارجي عبر مختلف البرامج كتبادل الطلاب ومراكز تعليم اللغة وقياس الاتجاه العام.

ولا تقتصر فعالية الدبلوماسية العامة على السياسة فحسب، بل في مجال الاقتصاد أيضا، ففي ظل تزايد الجهود الرامية إلى تحويل مسار السياسة إلى الاقتصاد برزت الحاجة إلى تخطيط ورسم لاستراتيجية متجددة لإدارة المحور الاقتصادي في السياسة الخارجية, وذلك يتم بطرق عديدة، منها تعزيز المسار التفاوضي في مجالي الاقتصاد والتجارة، وفتح المجال لإطلاق التنافسية لجميع القدرات من داخل الهيكل الدبلوماسي وخارجه.

 يذكرني هذا بالحديث عن الاقتصاد في القمة الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي عقدت في الكويت قبل ثلاثة أعوام، وأعتقد أن هناك دورا مهما لتفعيل الدبلوماسية العامة لتنفيذ المشاريع التي طرحتها القمة كخطة تطوير التعليم في الوطن العربي، وتحسين جودة المؤسسات الصحية، والبرنامج المتكامل لدعم التشغيل والحد من البطالة، والبرنامج العربي للحد من الفقر وصندوق الحياة الكريمة المنبثق عن القمة الاقتصادية، ومشروع برلمان الطفل العربي، ومشروع تنمية لغة الطفل.

واليوم نتساءل، كيف يمكننا تصميم استراتيجية تنموية لتعزيز دور الدبلوماسية الثقافية؟ وهل هناك سبل لتعزيز دور الدبلوماسية الثقافية والعامة؟

هذا ما سنحاول الإجابة عنه في مقالات قادمة.

كلمة أخيرة: شعرت بالحزن وأنا أسمع حديثا إذاعيا حول تلوث المستشفى الأميري بالفيروسات، وانتقاله إلى مرضى بقسم الجراحة، أرجوكم نريد تفعيل شعار الصحة والوقاية  للجميع.

وكلمة أخرى: "الكويت... الله حافظها"، رسالة إلكترونية تناقلناها  خلال الأسبوع الماضي، ولم نعرف طائفة أو ديانة أو انتماء... ما نعرفه هو النسيج الاجتماعي المتين الذي يتصدى للشائعات.

back to top