جزمة أقوى شخصية عربية!
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
صدقوا أو لا تصدقوا، إنه منتظر الزيدي! هل تذكرون من هو منتظر الزيدي؟ نعم بالضبط... إنه المراسل الصحافي العراقي الذي رشق الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بجزمته عندما كان يلقي خطابه في ديسمبر 2008 في العراق!لن أعود بكم مرة أخرى إلى قصة هل كان ذلك التصرف صحيحاً أو خاطئاً، وهل كان يجدر به أن يفعله أو لا، أو أي مما شابه، إنما سأقف مندهشاً، والحق أني أصاب بالدهشة كثيراً في الأيام الأخيرة، لكن سأقف مندهشاً بحق هذه المرة أمام فكرة أن يحتل منتظر الزيدي المركز الثالث على قائمة الشخصيات العربية الأقوى تأثيراً، وأن تأتي من بعده دنيا من عشرات الاقتصاديين وأصحاب المال والأعمال والثروات، وعشرات المثقفين والكتاب والفنانين وأهل الإعلام من القدامى والجدد!لن أشكك بمصداقية القائمة وقيمتها، فبحسب ما تقول المجلة التي ترعاها أنها تقوم على معايير موضوعية دقيقة، لكنني لاأزال غير قادر على حبس دهشتي أمام فكرة أن يعتلي شخص ما هذه القائمة بعدما رشق شخصاً ما، كائناً مَن كان هذا الشخص، بجزمته فقط لا غير!هل الأمر نابع من قوة الفعل فعلاً؟ وأن إلقاء جزمتي على الرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي فأعاقب بالحبس لثلاثة أعوام (خفضت بعدها إلى عام واحد) يجعلني من أقوى الشخصيات العربية تأثيراً؟ أم أنه نابع من قوة وثورة ردة الفعل في حقيقة الأمر؟ وأعني بردة الفعل هنا هيجان العواطف عند أمة بني يعرب من المحيط الثائر إلى الخليج الهادر، أو العكس فلا أدري أيهما الذي هدر وأيهما الذي ثار، والتي لعلها رأت في جزمة منتظر مشهد انتصار لها على أميركا وكل قوى الغطرسة والاستعلاء، وعلى حكوماتها المتخاذلة، وبصيص أمل باستعادة أمجاد النصر المؤزر والبطولات والصمود، واستجلاب لذكريات خالد بن الوليد والقعقاع والناصر صلاح الدين!حقاً إنه أمر يستحق التفكر، ويستحق التبصر في ما آلت إليه حالة الأمة العربية من يأس وإحباط، ويستحق الكثير الكثير من الدهشة بحق، لكنني مع ذلك سأضطر إلى أن أضع القبعة احتراماً لمنتظر الزيدي، ليس لأنه رمى جزمته على بوش فهذه المسألة قد وضعت لأجلها عشرات الآلاف من قبعات العرب احتراماً، وتغنى بها مئات الشعراء وكتبت لتأييدها آلاف المقالات، إنما أضع قبعتي له لأنه كان ذكياً جداً فعلم بأنه سيدخل التاريخ، العربي على الأقل، بفعلته هذه! * * *هدية من "مدهشة" أحلام مستغانمي الجديدة "نسيانcom": المجد للصوص.. جميعهم. هذا زمن الأيدي التي تنهب لا تلك التي تكتب! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء