تتردد معلومات، بالإمكان إدراجها في دائرة "الإشاعات"، أن الولايات المتحدة، بعد الصفعة التي تلقاها نائب رئيسها في إسرائيل، وكانت النتيجة تجميد المفاوضات غير المباشرة، قد اتخذت قراراً بعد دراسات مستفيضة بإلزام الإسرائيليين والفلسطينيين بصيغة حلٍّ متوازن يجري تطبيقه خلال العامين المقبلين، حتى وإن اقتضى الأمر اللجوء إلى ما كانت لجأت إليه إدارة بيل كلنتون الديمقراطية، وإسقاط نتنياهو كما أسقط في عام 1999.
ولعل ما يجب قوله، إذا كان صحيحاً، أن إدارة الرئيس باراك أوباما لديها مثل هذا التوجه، هو أن ما يهم الفلسطينيين والعرب أن يتوقف الاستيطان خلال هذين العامين المشار إليهما في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وأن تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة المتفق عليها دولياً على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وأن تُحسم في هذه الفترة المشار إليها جميع قضايا الحل النهائي من المياه إلى المستوطنات إلى الحدود إلى قضية اللاجئين التي هي أصعب هذه القضايا.لا يوجد دخان بلا نار، والواضح حتى إذا كانت هذه المعلومات الآنفة الذكر هي مجرد إشاعات مقصودة أو غير مقصودة أن هناك ضغطاً حقيقياً تمارسه واشنطن على بنيامين نتنياهو وحكومته، والدليل هو حالة الارتباك التي تعيشها هذه الحكومة، وهو أن مقالات الصحف الإسرائيلية الفاعلة والمؤثرة باتت تعكس تأفُّف الشارع الإسرائيلي من هذه الحكومة وخوفه من أن استمرارها في هذا التطرف وبهذه السياسة الرعناء العدمية سيؤدي على الأقل إلى وقوف أميركا في منتصف المسافة بين الإسرائيليين والفلسطينيين وهذا بالنسبة إلى هؤلاء يعتبر في الحسابات الاستراتيجية البعيدة كارثة محتمة ومصيرية.إن هناك تحولاً حقيقياً في موقف أميركا تجاه الصراع في الشرق الأوسط أملته المصالح الأميركية في هذه المنطقة الاستراتيجية، ولعل ما يدركه العرب العقلاء أنه ما كان من الممكن أن يتخذ هذا التحول هذا الاتجاه لو لم يتصرف بعض العرب وبعض الفلسطينيين بمسؤولية وحكمة وسعة أفق فإسرائيل اعتادت منذ بداية هذا الصراع تحقيق انتصارات سياسية نتيجة الأخطاء الفلسطينية والعربية، وهذا كان من الممكن أن يحدث في هذه الجولة الأخيرة لو أن ما يسمى عرب الاعتدال لم يكونوا حازمين وحاسمين، ولو أن لواء القيادة قد عقد لإيران من خلال رؤوس جسورها في الأطر العربية الرسمية.ولهذا ولأن المعركة المحتدمة الآن في الشرق الأوسط هي معركة سياسية تستدعي التعاطي مع الولايات المتحدة وأوروبا والعالم كله بدقة وبسعة أفق وبمنتهى المسؤولية، فإن المطلوب من لجنة المتابعة العربية، التي من المفترض أن تجتمع في القاهرة مرة أخرى خلال أيامٍ قليلة لتدارس قرارات قمة سرْت الأخيرة المتعلقة باستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، أن تمضي في مواقفها وتوجهاتها السابقة، وألّا تخضع لابتزازات الذين كانوا يقولون إنهم يراهنون على "وطنية " إسحق شامير! ويقولون الآن إنهم يراهنون على "وطنية" بنيامين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان! على اعتبار أن تطرف هؤلاء يدمر عملية السلام.
أخر كلام
جديَّة الإدارة الأميركية!
02-04-2010