في تطور لافت هو الأكثر خطورة منذ حرب 2006، وقعت أمس اشتباك بالأسلحة الرشاشة والقذائف بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي عند الحدود في بلدة العديسة الجنوبية، ما أدى إلى مقتل جنديين لبنانيين وإصابة أربعة آخرين بالاضافة إلى مقتل مراسل صحيفة "الأخبار" اللبنانية عساف ابو رحّال، فيما اكد الجيش الاسرائيلي مقتل ضابط برتبة مقدم وسقوط جرحى في صفوف جنوده.

Ad

وذكرت مصادر أمنية لبنانية أن الجنود الإسرائيليين أرادوا في البداية اقتلاع شجرة داخل الخط  الأزرق (داخل الحدود اللبنانية) تحجب الرؤية عن كاميرا نصبت في المكان وتطل على قرية العديسة، فيما قال الإسرائيليون انهم لم يتخطوا الخط الأزرق.

وحاول جنود لبنانيون ومدنيون من القرية منع الجنود الإسرائيليين من اقتلاع الشجرة، ما أدى الى انسحابهم قبل أن يطلقوا قذائف مباشرة على مركز للجيش اللبناني، الأمر الذي تطور إلى اشتباكات جرى خلالها تبادل للنيران والقذائف.

وذكرت مصادر مطلعة أن الجنود اللبنانيين قتلوا نتيجة إطلاق قذيفة من دبابة إسرائيلية على الجيش اللبناني قرب مشروع الطيبة الحدودي.

واستمرت الاشتباكات بشكل متقطع، لعدة ساعات، فيما تحركت الحكومة اللبنانية لإدانة الاعتداء الإسرائيلي ودعا المتحدث باسم قوات "اليونيفيل" أندريا تينينتي الجيشين اللبناني والإسرائيلي إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس" مؤكداً أن "أولوية مهمة القوات الدوليّة حالياً هي إعادة الهدوء للمنطقة".

 ودان رئيس الجمهورية ميشال سليمان "الخرق الإسرائيلي الجديد للقرار 1701 وإجتياز الخط الازرق والإعتداء على الممتلكات وقصف حاجز للجيش اللبناني في منطقة العديسة"، معتبراً أن "هذا العدوان الجديد هو برسم الامم المتحدة والحريصين على وجوب إحترام القرار 1701 وتطبيقه".

واطلع سليمان من قائد الجيش العماد جان قهوجي على تفاصيل هذا الخرق وأكد "وجوب التصدي لأي محاولة إعتداء اسرائيلية مهما كانت التضحيات"، على أن تتم متابعة هذا الموضوع مع الجهات الديبلوماسية والدولية المعنية.

وكان سليمان تلقى إتصالاً من الرئيس السوري بشار الأسد الذي أكدّ أن "سورية تقف مع لبنان ضد العدوان الإسرائيلي السافر الذي شنّته إسرائيل على الأراضي اللبنانية". كما اعتبر الأسد أن هذا "العدوان يُبرهن من جديد سعي إسرائيل لزعزعة أمن وإستقرار  لبنان والمنطقة".

وأجرى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري اتصالين بالرئيس المصري حسني مبارك، واتصل أيضاً برئيس الوزراء الأردني سمير الرفاعي، ووزير الخارجية التركي داوود اوغلو، وتابع إتصالاته مع الأمم المتحدة ومع قيادة قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب "اليونفيل". وأشارت حصيلة الإتصالات إلى أن "الأمور تتّجه نحو الهدوء ميدانياً مع إستمرار المعالجات لمنع أي اعتداء إسرائيلي آخر على الجيش اللبناني أو على سيادة لبنان وضرورة إلتزام إسرائيل بتطبيق القرار 1701".

في موازاة ذلك، ترأس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعاً أمنياً مع كبار قادة جيشه والأجهزة الأمنية لـ "تقويم الوضع واتخاذ القرارات المناسبة"، في حين أجرت وزارة الخارجية الإسرائيلية سلسلة اتصالات مع قيادة قوات الـ"يونيفل" أبلغتها في خلالها أن إسرائيل تنظر "بخطورة شديدة" إلى الأحدات التي شهدتها الجبهة الشمالية مع جنوب لبنان، محملةً في المقابل "الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني" المسؤولية عن وقوعها.

وأكدت الوزارة أن "تل أبيب تعتبر إطلاق النار على جنودها خرقاً سافراً لقرار مجلس الأمن رقم 1701"، مشيرةً إلى أن "وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان أوعز إلى ممثلي إسرائيل بتقديم شكوى بهذا الخصوص إلى مجلس الأمن". وأضافت: "هذا الخرق يُشكّل حلقة أخرى من سلسلة الخروقات التي يرتكبها لبنان لهذا القرار الدولي"، مشيرةً إلى أن "إسرائيل تعتبر الحكومة اللبنانيّة مسؤولة عن هذه الخروقات"، ومحذرةً من "العواقب الوخيمة التي قد تترتب عن إستمرارها".

ووصف ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز الأحداث التي وقعت في الجنوب بـ"المقلقة"، لافتاً إلى أن "نائب قائد قوات "اليونيفيل" الجنرال بوني فانتي توجّه الى العديسة من أجل تهدئة الوضع وفتح تحقيق بالحادث الذي جاء عقب زيارات القادة عرب إلى لبنان"، معتبراً أن "هذه الزيارات تُشكل مساهمة كبيرة في الاستقرار والهدوء في لبنان".

وأعربت الحكومة الفرنسيّة عن "قلقها" حيال الإشتباكات. وقالت الناطقة المساعدة بإسم الخارجيّة الفرنسيّة كريستين فاجيس: "إننا قلقون جداً إزاء المعلومات التي تتحدث عن تبادل إطلاق نار على جانبيّ الحدود ونستطلع الأمر حول هذه المعلومات".

الى ذلك، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الدولة لشؤون التنمية والاسكان الشيخ احمد الفهد موقف حكومة الكويت "الداعم للبنان الشقيق ضد العدوان والصلف الإسرائيلي تجاه أراضيه".

وأوضح الفهد في تصريح صحافي على هامش جولة ميدانية في مدينة صباح الاحمد، أن "الكويت تستنكر مثل هذه الاعتداءات الوحشية التي يقوم به العدو الاسرائيلي"، مؤكداً "دعم الكويت لللأشقاء في لبنان قلباً وقالباً".