من تابع مباريات كأس العالم لاحظ ضعف وهزال أداء المنتخبات الأوروبية، فمعظم مبارياتها أمام الفرق الآسيوية أو الإفريقية أو الأميركية الجنوبية شهدت خسارتها أو تعادلها، وإن حدث أن فازت فإنها تفوز بشق الأنفس، وبفارق لا يتجاوز هدفا واحدا، وهو أمر كان نادر الحدوث قبل سنوات، فقد كانت المنتخبات الأوروبية تستعرض فنونها على هذه المنتخبات وتفوز عليها بفارق لا يقل عن 3 إلى 4 أهداف بسهولة تامة!
وهو أمر كان يفترض أن يحدث في هذه البطولة أيضا على اعتبار أن هذه المنتخبات الأوروبية هي نتاج أقوى الدوريات في العالم، والكل يتابعها كالدوري الإيطالي والإسباني والإنكليزي، ولذلك تباع حقوق نقل مبارياتها بمبالغ هائلة، وهو "وهم" باعه أساطين الإعلام العالمي للمشاهدين في كل أنحاء العالم وجنى منه مليارات الدولارات!وكنت أتابع من سنوات الجولات الآسيوية لهذه الفرق وأعجب من نتائجها المتواضعة، فقد كانت في معظم الأحيان تخسر أو تتعادل أمام فرق صينية أو يابانية أو كورية، حتى أن ريال مدريد خسر بالأربعة- إن لم تخني الذاكرة- أمام أحد الفرق الكورية، وفي كل مرة أبحث لهم عن مبررات وأعذار مثل أنهم يتجنبون الإصابة أو لا يلعبون بجدية أمام هذه الفرق، أو أن إرهاق السفر يلعب دورا في ذلك، لكن ما حدث حقيقة هو أن الكرة تطورت في كل أنحاء العالم، وأصبح مستوى الجميع متقاربا، بل تجاوز كثير منها مستوى الأوروبيين، لكن الإعلام لا يريد أن يعترف بذلك، لأن في ذلك خسارة "للبزنس" الذي يتعيشون عليه، ويحصدون منه على الأموال الطائلة!أشاهد هذا وأتساءل: ترى كم وهما آخر يبيعه الإعلام العالمي لنا عدا أن الأوروبيين ملوك الكرة والأحق بنصيب الأسد من المشاركة في كأس العالم؟!***أعجبني ما قاله الدكتور محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية و"رئيس الجمعية الوطنية للتغيير" في لقائه مع المصريين في لندن والذي نشرته جريدة الشرق الأوسط، حيث ذكر بصراحة أنه "غير قادر على التغيير بمفرده" وأن التغيير سيحدث إن كان هناك "إرادة شعبية ونقاش وحراك في المجتمع"... وأنه ليس سوى "أداة للتغيير فقط" مشيرا إلى أنه ليس زعيما سياسيا، بل مواطن مصري عادي يسعى إلى "تشكيل نظام يقوم على المؤسسات والديمقراطية والعدالة الاجتماعية"، وأنه مستمر في التعاون مع طوائف الشعب المصري كافة من الحزب الشيوعي المصري إلى الإخوان، لأن التغيير المطلوب "سيكون هناك عندما يحدث توافق اجتماعي" وأن القرار في النهاية لأبناء الشعب المصري!كلام عاقل وموزون ومنطقي لأبعد الحدود، لأنه لا أحد في تاريخ البشرية تمكن من إحداث تغيير إيجابي لوحده دون أن يكون مسنودا من قاعدة شعبية عريضة تؤيده فيما يسعى إليه عن قناعة تامة لا يساورها شك، ولا تأتي من فراغ، بل نتيجة لوعي مجتمعي حقيقي بضرورة التغيير، وهو ما ذكرته في مقالات سابقة، من أن الإصلاح يبدأ اجتماعيا ثم يتحول سياسيا، وهو أمر من الصعوبة أن يصنعه شعب جاهل ساذج لا يعرف ما يريد وخلف من يقف!دائما وأبدا، اخلق وعيا اجتماعيا، وأنا أضمن لك نظاما سياسيا أقل فسادا وأكثر إنتاجا وإبداعا!***في مقالي السابق "نحن.. في عيون الآخرين" ذكرت أربعة استطلاعات للرأي دون أن أذكر المؤسسات التي قامت بها مما أثار تساؤل البعض حول حقيقة هذه الاستطلاعات، وها أنا أضع لمن يريد أسماء هذه المؤسسات:في بريطانيا... مؤسسة "التعرف على الإسلام" الإسلامية المعتدلة ونشرته الـ"b.b.c" على موقعها، وفي ألمانيا... معهد "ديماب" لقياس مؤشرات الرأي ونشرت نتائجه القناة الأولى في التلفزيون الألماني، وفي أميركا... مؤسسة "غالوب" الأميركية وهو منشور في صحيفة "الوطن" السعودية، وفي هولندا... مكتب الأبحاث «انتو مارت جي إف كي» الهولندي ومنشور في الصحيفة الإلكترونية المغربية "ولد بلادي".
أخر كلام
وهم الإعلام... والبرادعي!
22-06-2010