كشف مصدر قبلي لـ"الجريدة" أن عصابات تهريب الأفارقة إلى إسرائيل أخذت شكل الشبكات الدولية التي تعتمد على تكوين تشكيلات بشرية توجد في مصر والسودان وإسرائيل للإشراف على عمليات التهريب وتقاضي الأموال الطائلة نظير ذلك.

Ad

وأكد المصدر أن ظاهرة تسلل الأفارقة إلى إسرائيل عبر سيناء نشرت العنف والصراعات ذات الطابع الدموي في المنطقة بسبب تنافس المهربين على أعداد المتسللين.

وقال مصدر قبلي إن ظاهرة الهجرة الإفريقية إلى إسرائيل عبر سيناء أصبحت تشكل مصدر دخل كبير جداً للأفراد الذين يسهلون مهام ترحيلهم عبر سيناء، إذ يتقاضى المهرب 1000 دولار للفرد الواحد قابلة للزيادة حسب جنسية المتسلل والقدرة على تأمين وصوله بشكل آمن إلى داخل إسرائيل.

وكانت السلطات الأمنية في رفح بدأت البحث عن الأشخاص الذين سهَّلوا مهمة تنقل الصحافي الإسرائيلي يوتام فيلدمان، المقبوض عليه أثناء إجرائه مغامرة صحافية مع متسلل غاني قبل أيام، خلال رحلة تسللهما من سيناء إلى إسرائيل.

يذكر أن المهربين في سيناء يطلقون على المتسللين الأفارقة لقب "الزلطان" (صغار الماعز ذات اللون الأسود الضئيلة الجسم).

وتشهد محاولات تهريبهم سلوكيات مستجدة على المنطقة، ومنها زيادة نسبة العنف واستخدام السلاح بين العصابات المتنافسة في الاستئثار بنقلهم عبر سيارات الدفع الرباعي الحديثة التي يصل ثمن الواحدة منها إلى 250 ألف جنيه مصري.

وتحاول السلطات المصرية محاصرة الظاهرة عبر تدقيق التفتيش في منطقة "كوبري السلام"، واستخدام الصرامة مع المتسللين عند اقترابهم من الحدود مع إسرائيل، واعتقال من تستطيع الوصول إليه من أفراد عصابات التهريب.  

يذكر أن اهتمام الإعلام الغربي بقضية الهجرة الإفريقية إلى إسرائيل زاد بعد الانتقادات التي وجهت الى مصر من قبل مفوضية الأمم المتحدة في جنيف التي اتهمت السلطات المصرية باستخدام العنف المفرط ضد المهاجرين الأفارقة. ويصل إلى سيناء بعض مراسلي الصحف الأجنبية لمحاولة كشف تفاصيل الهجرات والظروف المحيطة بها.