... من الفضائل الأخلاقية الكريمة التي حض عليها الدين، ويعتبر كظم الغيظ من الصفات التي يتزين بها العقلاء والحلماء، ويكظم الإنسان غيظه بأن يتحكم في غضبه في موقف يستدعي الغضب الشديد، في وقت يكون فيه قادراً على اتخاذ إجراء قوي يصل إلى البطش بمن أمامه.

Ad

ومن الضروري أن يتحلى بهذه الفضيلة المواطنون والمقيمون ليس لأنهم قادرون على «فش غلهم» لكن لأن الحاجة اليها مستمرة وفوائدها كثيرة، مثلا تتصل بنائب، كان قبل الانتخابات لا ينتظر الرنة الثانية ليرد عليك، وبعد العضوية أغلق جهازه، وحين تواجهه في مناسبة سعيدة او حزينة، تضطر الى ان تكظم غيظك وتكذب نفسك حين يؤكد لك «والله يا أخي ما أسكِّر تلفوني ابدا الا في الجلسة!»، وترد عيله وتقول «يمكن اتصلت خطأ»!

أو مثلا عندما يدخل من اختاره الشعب ممثلا له الى دائرة حكومية، وكأنه الطاووس ومن حوله السكرتارية، ويطلب مقابلة المسؤول وحين يخبره مدير المكتب ان المسؤول في اجتماع مهم لتطوير العمل، يصرخ ويزبد مهددا باستجواب الوزير، مما يضطر هذا المسؤول الى كظم غيظه حتى لا تتطور الامور الى ما لا تحمد عقباه... ويقابل العضو!

وأيضا يكظم غيظه نائب الأمة حين يعتقد ناخبوه انه مجرد «مخلص معاملات» ويتم التعامل معه على هذا الاساس، وتجده مثل ساعي البريد بين الوزارات، ولكن بابتسامة صفراء من أجل إرضاء أبناء منطقته، غائبا بذلك عن اجتماعات اللجان، جاهلا بالمشاريع المهمة للبلد.

ومن الضروري أيضا أن يكظم المواطنون غيظهم، وهم يرون ويسمعون ما يدور في بيت الشعب من مهاترات واستعراض للعضلات على حساب التنمية الاقتصادية والبشرية للكويت.

وتكظم غيظك وأنت تحاول ان تجد خاتمة جيدة للمقال، بينما الزملاء بوعدنان وبوهادي والأخ بوأحمد يتناقشون في سبب تغير أجواء الطقس في البلاد، وكأن أحدهم في عوهة والآخرين، أحدهما في أم المرادم والثاني في وربة!