وداعا أبوزيد
![طالب المولي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1466341510416680400/1466341517000/1280x960.jpg)
كما سلط الراحل الضوء على دور المعتزلة العقلاني في التأويل والاتجاه العقلي لهم في كتاب يتناول فيه المنهج المعتزلي في التفسير، والذي يقول فيه: "إذا كان المعتزلة قد مثلوا الفكر التنويري في الإسلام، فذلك لأنهم حاولوا تلبية الحاجات الجديدة التي نشأت عن الابتعاد زمنيا عن لحظة صدور الوحي، وبالتالي أسسوا لدراسة العلاقة بين الخطاب الإلهي والخطاب الإنساني". إن الحاجة لتلك الدراسات في عصرنا الراهن هي لتبدل الزمان والمناهج الفكرية الجديدة هي بقدر الحاجة التي دفعت الكثير من المدارس الفكرية والفرق الإسلامية قديما وحديثا لتبني مناهج مختلفة قائمة على التأويل للكثير من التشريعات والعقائد الناشئة، من خلال الفهم الخاص للنص الديني ومحاولة تطبيقها بالقوة على الآخرين. إن تلك الأفكار والمباحث الفلسفية التي حاول الفقيد الراحل إيصالها عبر قراءاته وأبحاثه هي بحد ذاتها حل لحالة التوتر والنزاع الناشئ في البلاد العربية والإسلامية بين السنة والشيعة وبين المسلمين والنصارى- مصر نموذج- مما أشعره بالكثير من الاستياء والخوف على مستقبل مصر، مما حدا به لتوجيه أكثر من نداء للحكومة من مغبة التغاضي عن هذا الصراع المتأجج بين الطائفتين بدعوى دين الدولة الإسلام!! دون مراعاة لحقوق الأقليات الدينية المسيحية أو البهائية وبمقولته المشهورة (إن الدولة لا دين لها) بمعنى فصل الدين عن الدولة.إن الحديث عن دور هذا المفكر يأخذنا إلى أبعاد وآفاق كثيرة تتطلب منا الجهد العقلي وسعته في هضم اجتهاداته فيما يختص بالمنهج العقلاني المضني، ولعل ما يمارسه المتطرفون من تسطيح لدور العقل هو تهميش لدور الإنسان وحريته في التفكير."إنها اجتهادات قد يختلف القارئ معها أو يختلف لأنها مطروحة للنقاش، وهي في النهاية اجتهادات لا يمتلك صاحبها سلطة من أي نوع لفرضها على الناس، والأهم أن صاحبها يقف ضد كل سلطة وأي سلطة تحول بين الإنسان وحريته في التفكير". من كتاب "دوائر الخوف" نصر حامد أبوزيد. نم قرير العين فلا نامت أعين الجبناء.