أظهر استطلاع للرأي أجري قبل أيام، أن معظم البريطانيين يربط الإسلام بالتطرف وقمع المرأة، ووجد الاستطلاع أن 58 في المئة من المشاركين ربطوا الإسلام بالتطرف، وقال 4 من بين كل 10 منهم إنه يشجّع اضطهاد المرأة، وإن 4 من أصل كل 10 يرون أن المسلمين لا يمارسون تأثيراً إيجابياً على المجتمع البريطاني، وأن نصف البريطانيين المشاركين يربطون الإسلام بالإرهاب، في حين رأى 13 في المئة فقط أن الإسلام يستند إلى السلام، و6% ربطوه بالعدالة!

Ad

وهو ليس الاستطلاع الأول الذي يظهر الصورة السيئة للإسلام والمسلمين في أذهان الآخرين، فقد أظهر استطلاع للرأي أجري في هولندا العام الماضي أن 57% من الهولنديين يرون أن  الإسلام يهدد ثقافتهم الهولندية الخاصة، وأن تنامي أعداد المسلمين يشكل تهديدات ومخاطر على المجتمع وعلى الاندماج والتعايش، وطالب 66.5% منهم بوقف بناء المساجد في داخل هولندا، وقال 53% إن إطلاق الحريات الدينية في هولندا على هذا النحو سيؤدي إلى زحف إسلامي كبير والتأثير في الهوية الهولندية على نحو لا يمكن معالجته مستقبلا!

وفي ألمانيا،أجري استطلاع للرأي بشأن آراء الألمان في حضور الإسلام في بلادهم، وأظهرت النتائج أن واحدا من كل ثلاثة ألمان تقريبا يشعر بالقلق الشديد من توسع الإسلام في ألمانيا، في حين يشعر 39 في المئة بـ"قلق بسيط" من اتساع نطاق انتشار الإسلام في المجتمع الألماني بشكل كبير، فيما أفاد 22 في المئة من المشاركين في الاستطلاع أنهم لا يشعرون بمشكلة في انتشار الإسلام، وأنه دين متسامح يدعو الى السلام والاندماج والحوار الإيجابي!

أما في أميركا، فأجري استطلاع للرأي أظهر أن نسبة كبيرة من الأميركيين يكنون مشاعر متحيزة ضد الإسلام والمسلمين، واستندت نتائج الاستطلاع إلى دراسة أجريت لاستكشاف آراء الأميركيين حول أربع ديانات هي: الإسلام، والمسيحية، واليهودية، والبوذية، ومدى تحيز الأميركيين ضد أنصار تلك الديانات، حيث أوضحت نتائج الاستطلاع أن الأميركيين أكثر تحيزاً ضد الإسلام وأتباعه، حيث قال 53% منهم إنهم لا يكنون مشاعر إيجابية تجاه الإسلام، فيما أشار 22% أنهم لا يفضلون الدين الإسلامي على الإطلاق، وأنهم ينظرون إلى الإسلام بطريقة سلبية أكثر من نظرتهم إلى المسلمين، وأعرب 66% منهم عن اعتقادهم بأن المسلمين لا يقبلون الديانات الأخرى!

ولو كانت مساحة المقال تسمح لوضعت استطلاعات أخرى من مختلف دول العالم تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الكراهية للإسلام والمسلمين في تنام مستمر، وأن يوما قريبا قادما سيجعل من المسلم إنسانا منبوذا في كل أرجاء الأرض إذا لم يسارع المسلمون لتغيير هذه الصورة المشوهة وغير الواقعية، والتي تعمم أفعال فئة صغيرة على الأغلبية من المسلمين المسالمين الذين لا ذنب لهم بما يقوم به أنصار فكر تورا بورا الراغبون في طريق سريع للجنة يختصر المسافة ويحرق المراحل، ليجدوا أنفسهم بعد لحظات في أحضان الحور العين، ولو على حساب مليار مسلم بريء!

مع هذا... برأيي إن المشكلة الفعلية ليست في هؤلاء المتطرفين وحدهم، ففي كل مجتمع هناك الأخيار والأشرار، المشكلة الحقيقية تكمن في أن المسلمين الطيبين المسالمين نائمون في العسل والكسل، فلا يظهر للعالم سوى أفعال أشرارهم التي من خلالها تشكلت الصورة السيئة عنهم والمتمثلة في العنف والإرهاب وبث الكراهية ومعاداة الآخر، لأنه على الجانب الآخر لا نتاج ولا إضافة للأغلبية الطيبة والمسالمة من المسلمين في أي مجال إنساني، رياضي، صناعي، فني، ثقافي، فكري، هم في المؤخرة دائما.

 ولذلك لا وجود لأي توازن بين ما يصنعه الأشرار والأخيار، وشاهدوا نشرات الأخبار العالمية القادمة من بلاد المسلمين لتتأكدوا، فأخبار القتل والقمع والسجون والإرهاب تأتي من كل بقعة إسلامية، بعد ذلك تتبعها الأخبار العلمية والصناعية والثقافية في باقي بقاع الأرض!

الأكيد أننا بكسلنا وأنانيتنا وقلة نتاجنا وفساد أنظمتنا وظلمنا لبعضنا بعضا نشارك الإرهابيين في تثبيت الصورة السيئة عن الإسلام والمسلمين، وما لم نتغير ونساهم مع باقي دول العالم المتحضر في إثراء الحضارة الإنسانية فلن تتغير صورتنا السيئة في نظر العالم، وستصبح أكثر سوءا في المستقبل، وربما سيأتي يوم يفكر فيه العالم جديا بالتخلص منا، حين تقل الموارد... ولا تسع الأرض كل من يطأ ترابها!