تحت عنوان "قارئ المليون" كتبنا في هذه الزاوية بتاريخ 25 يونيو 2008، مقالا نقترح فيه الاستفادة من العطلة الصيفية، وذلك بتشجيع الشباب على القراءة الحرة الجادة والمستمرة بدلا من تمضية أوقات فراغهم الطويلة في أشياء غير مفيدة، تجلب لهم الهم والغم والشعور بالملل والاكتئاب، مثل التسكع في المجمعات التجارية أو الجلوس ساعات طويلة في المقاهي الشعبية و"الكوفي شوبز"، خصوصا أن الدراسات العلمية تشير إلى أن هنالك عزوفا من فئة الشباب عن القراءة بشكل عام، ناهيكم عن القراءة الجادة والمفيدة.

Ad

 وقد اقترحنا في ذلك المقال أن تفتتح المدارس والمعاهد والجامعات خلال العطلة الصيفية مراكز متخصصة لتشجيع القراءة المفتوحة، التي من الممكن أن تتشكل خلالها مجموعات أو فرق أو حلقات للقراءة الجماعية المنظمة للكتب العلمية والفكرية والفلسفية، تُجرى بينها مسابقات فكرية وترصد لها جوائز تمنح لأفضل قارئ مثلاً، أو حتى جوائز عدة لأفضل القراء خلال فترة زمنية معينة قد تتعدى فترة العطلة الصيفية، على غرار جائزة شاعر المليون أو الجوائز الأخرى المشابهة التي تصرف عليها الملايين، بالرغم من قلة فائدتها الفكرية والثقافية أو انعدامها.     

ومما لا شك فيه ولا ريب أن للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أو لرابطة الأدباء أو لكليهما معا دوراً مهماً في صياغة هذه الفكرة الثقافية على شكل مشروع وطني عام من الممكن أن يحمل شعار «دعونا نقرأ» أو "أصدقاء الكتاب"، على أن تساهم مؤسسة الكويت للتقدم العلمي أو حتى القطاع الخاص في تمويله لو تطلب الأمر ذلك، ويكون تنفيذه من خلال المدارس والجامعات ومراكز تنمية المجتمع والمكتبات العامة التي أصبح وضعها الآن، للأسف الشديد، أكثر من بائس.

كما أنه من المفيد جدا أن يكون هنالك أيضا حملة وطنية شبابية تحت الشعار نفسه «دعونا نقرأ» أو " أصدقاء الكتاب "، يقوم بإلاعلان عنها ويتولى تنفيذها الاتحادات والجمعيات الطلابية أو المدونات الإلكترونية الشبابية التي من الممكن أن تتبنى هذه الفكرة وتقوم بنشرها بين قطاع واسع من الشباب والشابات، إذ إنه من المفيدا جدا، بدلا من إضاعة الوقت الطويل على الإنترنت في السوالف والنقاشات العادية المستهلكة، أن يخصص وقت أو زاوية معينة في المدونات الإلكترونية لقراءة الكتب العلمية والفكرية والروايات والقصص المفيدة وإدارة حوار فكري جماعي حولها.

أما عن الكتب والروايات التي تستحق القراءة فهي، كما قلنا من قبل، كثيرة ومتنوعة وأصبح الحصول عليها ميسراً حتى عن طريق النسخ الإلكترونية، وحيث إننا الآن على أبواب عطلة صيفية طويلة ونظرا لأهمية تشجيع القراءة الحرة المفتوحة بين أوساط الشباب فإننا نعيد تقديم الاقتراح الذي مضى عليه سنتان مرة أخرى لعل وعسي أن يقوم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أو على الأقل الاتحادات الطلابية أو المدونات الإلكترونية بتنفيذه.