في ذكرى رحيلك يا أمير القلوب تتداعى الصور إلى الذاكرة، وتعود إلى الأذهان مشاهد مباركة من مسيرتك العطرة، وكيف لا وأنت الذي جمعت أهل الكويت على حبك والوفاء لك، وكنت تحب الصغير قبل الكبير، وتفتح قلبك لكل أبناء الكويت، حتى أطلقوا عليك لقب "أمير القلوب".
كنت تجمع ولا تفرق، تسمع ولا تقاطع، تتدخل ولا تتفرج، توجه ولا تنتقد، تصل ولا تقطع، تمنح ولا تمنع، تبني ولا تهدم، تزرع ولا تقطع، تحنو ولا تقسو.كنت القائد الذي يجمع أبناءه حوله في الشدة والرخاء، ويزرع في نفوسهم حب الوطن والإخلاص للأرض، وينمّي في عقولهم وقلوبهم مبادئ الرجولة والخير والإنسانية.كنت سيفاً ضد الطامعين بخيرات البلاد، وسوطاً على المتلاعبين والمتخاذلين، وشلال خير للمخلصين الصادقين، كنت معلِّماً للكل، ووالداً للجميع، تتخذ القرار الصائب في الوقت المناسب فتنتهي كل المشكلات، وتذوب الخلافات، ويعود إلى الكويت وجهها الجميل.قلت لي ذات يوم حين رشحتني للمشاركة بدلاً منك في مؤتمر القمة للغذاء في روما: أنت ولدي بحسبة النفس.ومنذ ذلك اليوم وأنا أشعر بحجم المسؤولية الوطنية التي ألقيتها على كاهلي، وهكذا كنت والد الجميع مع الجميع، أباً، ومعلماً، وقائداً.إن الكلمات لن تفيك حقك، فأنت أكبر من كل الكلمات، وحبك أعظم من كل المعاني لكنه الواجب الأبوي والوطني والأخلاقي، إذ علينا أن نتذكر مواقفك العظيمة، ونستذكر مآثرك، ونرويها للأجيال، لتكون دروساً لهم، ومنهاجاً مباركاً يسيرون عليه.وأذكر مقولتك طيب الله ثراك عندما قلت: إن المحبة لا توجد بقرار، وإن سماحة النفوس لا تُزرع بأمر، وإن التعاون والإيثار وكل مفردات الأخلاق لا تصدر بها مراسيم.لقد أحببت الكويت يا جابر الأحمد، وستظل الكويت تحبك إلى الأبد.
مقالات - زوايا ورؤى
في قلوبنا... يا أمير القلوب
15-01-2010