Hemingway and Fuentes ... أندي غارسيا إلى الإخراج مجدّداً

نشر في 06-04-2010 | 00:00
آخر تحديث 06-04-2010 | 00:00
لطالما كانت الجزر حاضرة في حياة أندي غارسيا الخاصة والمهنية. وُلد في كوبا وانتقل برفقة أسرته إلى ميامي. ترعرع في {جزيرة جنوب فلوريدا} الكوبية الأميركية، قبل أن تقنعه صفوف الدراما في جامعة فلوريدا الدولية بالذهاب إلى هوليوود.

يقول غارسيا: {أمضيت 17 عاماً من حياتي في جنوب فلوريدا. وأقمت في لوس أنجليس لنحو 27 عاماً، لكن ما زالت ميامي بمثابة وطن لي أكثر من لوس أنجليس. فهذه الأخيرة أشبه بمنفاي الثاني}.

لذلك يحتفظ غارسيا بمنزل ثانٍ في ميامي، حيث عائلته، و{ثقافته} والمياه. فهو صياد سمك يحتفظ بيخت طوله نحو عشرة أمتار في جنوب فلوريدا ويقيم فيه خلال وجوده هناك.

جعلته تلك الخلفية يعطي موافقته فوراً حين أراد أحد المخرجين المشهورين صناعة فيلم كوميدي تدور أحداثه في جزيرة سيتي آيلاند في نيويورك بعنوان City Island. يروي هذا الفيلم قصّة أشخاص من نيويورك يتشاطرون الكثير من الحب ويخفون الكثير من الأسرار.

يعقّب غارسيا بابتسامة هادئة: {أستمتع دوماً بفيلم يطل على المياه. يلوح أفق مانهاتن، بشكل رمزي، عن بعد من فناء منزلهم. وهكذا يتخطى حلم الشخصية التي أجسدّها حدود هذه المياه إلى مانهاتن. إنه مكان ساحر يجاور رجلاً من الطبقة العاملة ويعيش في قرية سكّانها من الطبقة العاملة أيضاً، رجل لا يملك الشجاعة لإخبار أسرته عن أحلامه وأنه يتلقى دروساً في التمثيل}.

ارتجال

على حدّ قول بوب ديروزا، الذي كتب نص أداء غارسيا في فيلم The Air I Breathe، تجعل موهبة الارتجال لدى غارسيا مشاهده مفعمة بالحيوية. يذكر: {في كل لقطة من كل مشهد، يقدّم أداءً متميّزاً. فإن غضب، يصرخ. وإن حزن، يبكي، ما يعزز طاقة الممثلين الذين يشاركونه هذا الفيلم. فهم لا يملكون أدنى فكرة بالفعل عما سيقوم به}.

يؤدي غارسيا في City Island دور حارس سجن في الخمسين من عمره، أب لولدين، وزوج (تؤدي جوليانا مارغوليز دور زوجته) أراد دوماً أن يكون خليفة مارلون براندو. بحسب ما كتب ديفيد تومسون سابقاً، تخطّى غارسيا، 53 عاماً، المرحلة التي كان فيها {مستعداً لوراثة قوة ومكانة {الجيل الإيطالي}} من عظماء الشاشة.

في المقابل، كان غارسيا في حياته المهنية أكثر تطلعاً نحو الأهداف المثالية. فقد تصدّر عناوين الصحف في وقت مبكر ولا يزال يظهر في أدوار مساندة في أفلام ذات ميزانية عالية مثل Oceans 11، Confidence، وSmokin’ Aces. لكن ستشاهده على الأرجح في أعمال أضيق نطاقاً، مثل City Island، الذي فاز بجائزة الجمهور في مهرجان تريبيكا للأفلام في العام الماضي والذي سيعرضه في مهرجان ميامي للأفلام هذا الشهر.

مخرجون جدد

يقول غارسيا: {أحب العمل مع مخرجي الأفلام الجدد، وكما تعلم هذا ليس أول عمل لراي ديفيليتا}.

شارك غارسيا في أفلام ذات نكهة كوبية ومواضيع لاتينية، من Modigliani إلى The Lost City عن هافانا. هكذا، يكمن حلمه في مشروع آخر مستقل وفي فيلم آخر عن كوبا. لذلك يعمل راهناً على جمع التمويل لفيلم Hemingway and Fuentes الذي يروي العلاقة الخاصة بين الكاتب العظيم وصياد السمك الكوبي الذي قاد قارب همنغواي، the Pilar، خلال سنوات عيش هذا الأخير في كوبا.

يوضح غارسيا: {ستكون تلك تجربتي الإخراجية الثانية في هذا الفيلم (بعد إخراجه فيلم The Lost City). أشارك هيلاري همنغواي، ابنة شقيق إرنست همنغواي، كتابة النص. يلتزم أنطوني هوبكينز بأداء دور إرنست بينما سأؤدي دور غريغوريو فوينتس}. يتحدث الفيلم عن علاقة الكاتب بفوينتس وماري ويلش، زوجته الأخيرة، التي أبدت أنيت بينيغ اهتماماً في أداء دورها.

يتابع غارسيا: {تشكّل فترة الخمسينات في كوبا حين كان (همنغواي) يكتب رواية The Old Man and the Sea المحفّز الذي دفعنا إلى كتابة القصّة. فذلك العالم الذي كان يعشقه همنغواي هو الذي بثّ فيّ الرغبة في صناعة هذا الفيلم، لأن هذا ما ألهمه لكتابة ما يعتبرها كثيرون الأروع بين رواياته. إنه رجل أحب كوبا وصيادي السمك الكوبيين. أحد الأمور التي نوردها في نص الفيلم رد فعلّه عند تسلّمه جائزة نوبل. قال {يا إلهي! لا. الآن سيتوافد الجميع إلى هنا (في كوبا) وفي نفسهم غاية}. وبالفعل هذا ما حدث، وغادر البلاد}.

يضيف غارسيا: {لذلك أعتقد بأنه وجد العزاء في البحر، أي حين كان في البحر في قارب طوله نحو 12 متراً، ولم يكن يوجد أحد سواه هو والرجل الذي استعان به لقيادة القارب بالنيابة عنه. لا معلومات كثيرة عن تلك العلاقة. على رغم أن غريغوريو عاش فترة طويلة (توفي عن عمر يناهز المئة وأربع سنوات في العام 2002)، لم يكن أبداً على استعداد للحديث عن همنغواي. كان يعتبر الأمر شخصياً جداً، قال فحسب، {هذا ليس من شأنكم}. كانا صديقين، ويسود الاحترام علاقتهما. ذلك هو الفيلم الذي أرغب في صناعته والقصة التي أريد إخبارها، عن رجل آخر أحب جزيرتي}. 

back to top