وردتني اتصالات من عدد من الأصدقاء والأدباء في ما يتعلق بمقال الأسبوع المنصرم، الذي تطرقت فيه إلى قضية تعديل مسمى «رابطة الأدباء في الكويت»، بحيث يصبح «رابطة الأدباء الكويتيين»، وهو المقترح الذي تقدم به مجلس الإدارة الراهن، ووجد معارضة شديدة من بعض أعضاء الرابطة. جل هذه الاتصالات، يرتكز على فكرة أساسية مؤداها أن «اجتماع الجمعية العمومية لم يعتمد التسمية الجديدة، لأنه لم يتم التصويت عليها من الأساس». ولكن تبقى حقيقة أن مجلس الإدارة الراهن أنهى اجتماع الجمعية العمومية بعد أن اطمأن إلى أن وزارة الشؤون مازالت تعتمد التسمية القديمة «رابطة الأدباء الكويتيين»، الأمر الذي يتماشى ورغبات المجلس.

Ad

لم أكن أشأ أن أخوض في حيثيات وتفاصيل المسألة بعد أن نوقشت بإسهاب في اجتماع الجمعية العمومية وتناولتها الصحافة بعد ذلك، ولكن لحدوث لبس لدى بعض القراء، لابد من الإشارة إلى عدد من النقاط، من بينها أن مندوب وزارة الشؤون فاجأ الجميع حينما أعلن في اجتماع الجمعية العمومية أن وزارة الشؤون مازالت تعتمد مسمى «رابطة الأدباء الكويتيين» الذي استخدم في الفترة بين 1962- 1968 وتم تعديله في سنة 1968 في اجتماع الجمعية العمومية غير العادية ليصبح «رابطة الأدباء في الكويت»، فالوزارة لا تحتفظ بمحضر الاجتماع الرسمي الذي تم بموجبه تعديل المسمى، في ذلك التاريخ، الأمر الذي دفع بعضاً من أعضاء الرابطة ومن بينهم الشاعر خليفة الوقيان، والأدباء سليمان الشطي، وحمد الحمد، وعبدالله خلف إلى الاعتراض وإيضاح أن المسمى الراهن «رابطة الأدباء في الكويت» معتمد بالطرق القانونية، وهو المسمى الرسمي، كما أن ثمة مراسلات رسمية من وزارة الشؤون تناقض كلام المندوب. وقال الشطي بصدد ذلك: «لسنا غافلين عن شؤون مؤسستنا، وإذا كانت وزارة الشؤون قد أضاعت هذه الأوراق فإننا لا نتحمل هذا الخطأ».

وكرر الشاعر الدكتور خليفة الوقيان موقفه الرافض من تعديل مسمى رابطة الأدباء انطلاقاً من مرتكزات قومية وعروبية، وقال في حوار أجري معه في الزميلة «الطليعة»: «إن الذين عدلوا اسم الرابطة في عام 1968 ليصبح «رابطة الأدباء في الكويت» كانوا على درجة عالية من الوعي بأهمية التغيير، إذ إن الرابطة كانت تستقبل في تلك الحقبة أعداداً كبيرة من الأدباء والمثقفين العرب المقيمين في الكويت فضلاً عن أساتذة الجامعة وقد اشتركوا جميعاً في إثراء موسم الرابطة الثقافي ومجلتها البيان، وكنا في ذلك الحين طلاباً وهواة نتتلمذ على ايديهم في الجامعة وفي الرابطة، وكان تعديل الاسم ذا دلالة رمزية مهمة، إذ إنه يطمئن الأدباء والأساتذة العرب، ويشعرهم بأن الرابطة بيتهم جميعاً، وكنا نفخر أمام اتحادات الأدباء في كثير من الأقطار العربية، لأن هوية رابطتنا أكثر انفتاحاُ على العمق العربي منهم»

ولكن يبقى هناك لبس قانوني لابد من إيضاحه، فوزارة الشؤون مازالت تعتمد التسمية القديمة التي اعتقد مجلس الإدارة الراهن أنها ألغيت وسعى إلى إعادتها، بينما يؤكد أدباء مخضرمون أن التسمية الحالية هي المعتمدة رسمياُ بعد أن تم اعتمادها في محضر جمعية عمومية، وعلى أساسها استمرت مكاتبات الرابطة الداخلية والخارجية إلى مدة تفوق أربعين عاماً. كيف لنا أن نخرج من هذا اللبس؟ هل يسحب مجلس الإدارة الراهن اقتراحه ويستمر مسمى الرابطة ومكاتباتها الرسمية على ما هو عليه «رابطة الأدباء في الكويت»، أم انه يسعى إلى إثبات وتوثيق التسمية القديمة/ المتجددة في مكاتباته ومراسلاته الرسمية؟

ليس لكل ما يثار الآن بشأن هذه التسمية علاقة حقيقية بالفعل الثقافي الجاد، وكنا نتمنى من مجلس الإدارة الراهن أن يتقدم باقتراحات ثقافية حقيقية من قبيل إصدارات إبداعية ونقدية، أو ندوات فكرية، وتبني مشاريع لتمنية القراءة، وتشجيع إصدارات المبدعين وتوزيعها، أو تفعيل «كتاب الرابطة» وإصداره بسمة شهرية، كل هذه اقتراحات كان من الممكن تبنيها والعمل على إنجازها بدلاً من تقديم اقتراح «شكلي»، لا يخدم الفعل الثقافي الحقيقي؟