يرى القريبون من رئيس الهيئة التنفيذية لـ "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن المرحلة السياسية الراهنة في لبنان تتميز بمحاولة الخصوم السياسيين المحليين والإقليميين لجعجع "عزل" حزبه على المستويات المسيحية واللبنانية والعربية والدولية من خلال تظهير موقفه من مقاربة الملفات الخاصة بإدارة الشأن اللبناني، خاصة ملف سلاح "حزب الله" وموقع لبنان على الخريطة السياسية الإقليمية والدولية، وكأنه "موقف يتيم" يفتقر إلى أي أساس من التأييد والدعم.

Ad

وفي اعتقاد هؤلاء، فإن الهدف من هذه المحاولات هو العودة بالبلاد إلى مرحلة ما قبل عام 2005، بحيث:

1- تتفكك التحالفات الوطنية المسيحية - الإسلامية.

2- تستعيد إدارة الدولة اللبنانية تجارب تجاوز الدستور والمؤسسات، بعيداً عن محاولات إعطاء دفع للمنطق الاستقلالي الذي وُلِد بعد انتفاضة الاستقلال عام 2005.

3- يفقد لبنان الاهتمام العربي والدولي بما يسمح لسورية وإيران بالتفرد في إدارة شؤونه والتأثير في قراراته.

وينطلق أصحاب هذا الرأي من أن تحقيق الأهداف الثلاثة المشار إليها، يمر حكماً بالطرف الأضعف، أي "القوات اللبنانية"، على اعتبار أن عزل رئيس الحكومة سعد الحريري وتيار المستقبل يعني عزل الطائفة السنية، وزعيمها الأقوى يحظى بغطاء عربي، وبخاصة سعودي، لا يمكن لسورية تجاوزه بسهولة. ولذلك فقد ارتأى خصوم قوى "14 آذار" استهداف جعجع باعتباره الحلقة الأضعف التي لاتزال تبقي قوى 14 آذار على قيد الحياة.

 وينطلق المستهدِفون من واقع أن جعجع ليس الزعيم المسيحي الأوحد على الرغم من تعزيز حضوره بالمقارنة مع ما كان عليه في عام 2005 عند خروجه من السجن. ويرى هؤلاء أن جعجع سهل الاستهداف إذا فتحت له ملفات الحرب، على أمل إفقاده ما كسبه مسيحياً بإحياء الصراع مع النائب سليمان فرنجية، على خلفية دوره في المواجهات بين حزب الكتائب والمردة عام 1978، وخصوصا مجزرة إهدن، وسنياً من خلال إحياء المواجهة مع آل كرامي في طرابلس، بالإضافة إلى سلاح "حزب الله" شيعياً، والحساسية القديمة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط درزياً.

من هنا، يقول القريبون من "القوات" إن جعجع قرر استعادة زمام المبادرة واعتماد قاعدة أفضل طريق للدفاع هو الهجوم:

1- فانتقل من "مهادنة" النائب سليمان فرنجية إلى الرد على الاتهامات التي يوجهها إليه عن مرحلة الحرب باتهامات مماثلة وموازية.

2- وثبت تحالفه مع رئيس الحكومة سعد الحريري وتيار المستقبل من ضمن قوى 14 آذار.

3- واستفاد من موقف بكركي من القضايا السيادية وملف "حزب الله" لضمان غطاء مسيحي لمواقفه في هذا الشأن.

4- وفتح الأبواب العربية من خلال زيارته الحالية لمصر التي توَّجها بلقاء كبار المسؤولين، وفي مقدمتهم الرئيس حسني مبارك، للدلالة على أن محاولات عزله عربياً لم تنجح، تماماً كما فشلت محاولات عزله مسيحياً ولبنانياً.

5- وينتظر أن تفتح أمام جعجع في غضون الأيام القليلة المقبلة أبواب عربية أخرى، وأوروبية عدة، وربما أميركية، في رسالة سياسية إلى خصومه بأن محاولات عزله دولياً لم تنجح بدورها.