جاء في جريدة «الجريدة» عدد 30-5-2009 أن سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد طلب من وزرائه الآتي:

Ad

«• كسر الروتين الحكومي.

• الجلوس على طاولة الحوار والنقاش مع مسؤولي جهاتهم لمناقشة وحل كل القضايا المتعسرة ومكافحة الفساد وتطبيق القانون على الكبير والصغير.

• ضرورة أن يمتلك الوزراء زمام المبادرة بالنسبة لمشاريع التطوير وعدم انتظار مجلس الأمة ليبادر.

• أكد أن المرحلة المقبلة ستشهد انسجاماً كبيراً في العلاقة بين السلطتين.

• تلبية رغبة سمو أمير البلاد الداعية الى النهضة الشاملة في كل الميادين والمجالات.

• عدم تعطيل المعاملات وفتح أروقة الدولة للمواطنين وتسهيل إنجاز خدماتهم وتجاوز عقبات الماضي التي كانت تعترض مشاريع الدولة».

وهي توصيات جميلة ورائعة لا شك، يشكر عليها سمو رئيس مجلس الوزراء، ولو قام السادة الوزراء بتطبيق «ربع» ما جاء في هذه التوصيات على أرض الواقع، لأصبحنا نعيش في أفضل وأجمل بلد في الدنيا، ولحصل الوزراء على جائزة نوبل كل في مجاله، ولوضع كل مواطن «ستيكر» على زجاج سيارته الخلفية مكتوب عليه «آي لوف حكومة»!

غير أن التمنيات والأحلام الجميلة شيء والواقع شيء آخر تماما، فنجاح أي حكومة جديدة مرهون برغبة وزرائها الصادقة في التغيير، وبذلهم الجهد من أجل إحداث هذا التغيير، وبالكفاءة والقدرة على الإبداع والتجديد قبل... وبعد كل شيء!

نعم... الحماس مطلوب في بداية كل عمل، ونكاد نشعر به في كل كلمة قالها سمو الرئيس لوزرائه الجدد، لكن الحماس وحده دون برنامج عمل واضح قائم على منهج علمي مدروس محدد الأهداف لن يجعلنا نتقدم خطوة واحدة للأمام، أو يحقق لنا شيئا من بعض ما نصبو إليه من تطور وتقدم، الحماس وحده دون قدرات وإمكانات حقيقية لن يجعلك تستمر حتى إن حققت نجاحات ابتدائية مبهرة وخادعة في الوقت ذاته!

في كرة القدم الفرق الضعيفة التي تخسر بدستة أهداف أو أكثر، تكون في كثير من الأحيان أكثر حماسا للعب من خصمها الأقوى أثناء فترة الإحماء، بسبب حصول أفرادها على تعبئة نفسية من قبل مشرف الفريق «شدوا حيلكم يا شباب... نبي لعب، نبي فن، نبي أهداف، نبي نشوف أبطال ياكلون الملعب أكال»!

ويتحمس الشباب، ويغترون بحماسهم سريعا، حتى يظنوا أن لهم القدرة على هزيمة خصمهم، لكن، ما إن يمر منتصف الشوط الأول، حتى تظهر الحقيقة واضحة جلية لهم، حين تخونهم لياقتهم البدنية وتثقل أقدامهم وتكاد أنفاسهم تنقطع من فرط التعب، وتتلاشى قدرتهم على مجاراة الخصم، فقد استنزفوا جهدهم في «التسخين» الحماسي قبل بدء المباراة!

ما نتمناه هو أن تكون الحكومة الجديدة ذات لياقة ونفس طويل يمكنانها من تنفيذ خططها- إن وجدت- بكل دقة، حكومة تمتلك المهارات العالية في الدفاع والهجوم، تتحكم بأعصابها حين يتطلب الأمر الهدوء والاتزان، وتظهر شراستها وقوتها حين يجد الجد، حكومة إنجاز ومواجهة ومجابهة لا تدفن رأسها بالرمال أو تتهرب من أي سؤال نيابي يبحث عن إجابة، بل تحسب حسابا لكل سؤال وتنطق بالجواب قبل أن يوجه السؤال إليها!

والناس الآن مختلفون في نظرتهم لتشكيلتها الجديدة، فمنهم من قال «ما فيش فايدة يا صفية» وتوقع استمرار حالة التأزيم وعدم الإنجاز، ومنهم من رأى أن فيها وجوها تبشر بالخير وتدعو للتفاؤل، وأنا لست مع هؤلاء أو أولئك، أنا سأنتظر لأحكم عليها، وأعرف أن انتظاري لن يطول، فقريبا سيجس بعض النواب المشاكسين نبضها بافتعال أزمة من لا شيء ليعرفوا «ماية» الحكومة الجديدة، هل تختلف عما مضى من حكومات، أم أنها لا تملك سوى «حماس» مؤقت لا يلبث أن يتحول إلى سبات عميق، لن تصحو منه إلا باستقالتها أو بحل المجلس؟!

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء