التطورات الأخيرة في قضية الرياضة المتمثلة في صدور حكم «الكاس» الذي أضفى شرعية دولية على اتحاد تكتل طلال الفهد، وحكم القضاء الكويتي بإلغاء إحالة مدير هيئة الشباب والرياضة السابق فؤاد الفلاح إلى التقاعد، بالإضافة إلى أحكام قضائية أخرى بإعادة بعض مجالس إدارات الأندية المنحلة، هي بلا شك نكسة في طريق إرساء سيادة القانون، وإذا أخذنا في الاعتبار أن من يتصدر لواء الحق هم الوزير محمد العفاسي والنواب عادل الصرعاوي ومرزوق الغانم وصالح الملا ومدير الهيئة ونائبه (أصبحوا السابقين) فيصل الجزاف وحمود فليطح وصحف «القبس» و»الراي» و»الجريدة»، فإن حدوث هذه النكسة رغم وجود «منتخب نجوم» إصلاحي كهذا يبين أن الخصم ليس سهلاً والمعركة معه طويلة.
هذه التطورات أثبتت أن بالإمكان فعلاً أن تغطى الشمس بالمنخل، فعلى الرغم من أن الحقيقة الساطعة هي أن قوانين الإصلاح الرياضي أقرت بإجماع- مرة أخرى إجماع- البرلمان والحكومة، وأن الكويت دولة مستقلة ذات سيادة تامة ليس لحكم خارجي أن يصبح نافذاً فيها إذا تعارض مع قوانينها، فإنه لا مفر من الإقرار بكسب تكتل طلال جولة مهمة واستطاعته تغطية الحقيقة في انتصار تكتيكي وضربة علاقات عامة موفقة رغم أنها لا تعني شيئاً قانونياً، إذ ما جرى في العديلية الأسبوع الماضي لا يعدو كونه بلطجة وجمبزة واستيلاء غير قانوني على مقر اتحاد كرة القدم بتجاوز القضاء الكويتي بمخالفة المادة (199) من قانون المرافعات.الحرب ضد الفساد الرياضي فيها معركتان: الأولى حسمت لمصلحة الحق بإقرار القوانين، أما الثانية فهي معركة علاقات عامة لا تقل أهمية، وأثبت التكتل إلى الآن علو كعبه فيها، وما استثماره لحكم «الكاس» إلا حق مشروع له، ولا يجب أن يعيبه عليه أحد، إذ لو جاء الحكم على النقيض لما تردد الجانب الآخر (وأنا منه) من استثماره في دعم وجهة نظره، هذا مع عدم التقليل من خساسة أسلوب تأليب جهات خارجية على الكويت بالأساس لتحقيق مصالح شخصية.في ظل التطورات الأخيرة، أعتقد أنه حان الأوان لإعادة النظر في نهج العلاقات العامة الذي اتبعه الجانب الإصلاحي خلال السنوات الثلاث الماضية، إذ أصبح واضحاً التغير في نظرة الكثيرين إلى النائبين الغانم والملا وفعاليتهما في القيادة، إذ أثر التدليس والتطبيل المستمران ضدهما من قبل التكتل وإعلامه في صورتهما، وربما حان أوان التفكير في تقديم وجوه جديدة تقود لواء الإصلاح، فمن صفات القائد حسن اختيار معاركه وموقعه فيها، وربما المرحلة المقبلة تحتم أن يقود الغانم والملا المعركة من وراء الكواليس، وأن يقدما وجوهاً جديدة تؤسس لمعركة علاقات عامة جديدة، مع علمي بندرة المتخصصين في الرياضة القابلين بخوض المعارك، ولكنها فكرة تستحق النظر فيها، وذلك ليس تقليلاً من إخلاصهما وإيمانهما بالقضية، حيث لم أتردد يوماً بدعمهما المطلق فيها، ولكني أريد العنب.Dessertهذا الدهاء والإبداع الذي يستغله التكتل بابتكار أساليب الالتفاف على القوانين ومخالفتها، ليته يستثمر نصفه فقط في خدمة الكويت ورياضتها.
مقالات
الشمس يغطيها المنخل
03-06-2010