علاقة «المقاومة» بحقوق لبنان النفطية عنوان سجالات مقبلة بين اللبنانيين
توقف متابعو الجولة الأخيرة من اجتماع "هيئة الحوار الوطني" التي تبحث عن اتفاق بين الفرقاء السياسيين اللبنانيين على استراتيجيةٍ للدفاع عن لبنان في مواجهة إسرائيل عند عنصر اعتبروه "جديداً" من شأن إدخاله على خط الأبحاث أن يزيد التعقيدات التي تواجه محاولات إيجاد قواسم مشتركة بين فريق 14 آذار، المتمسك بالمرجعية الحصرية للدولة اللبنانية بمؤسساتها الدستورية، وفريق 8 آذار، الذي يتمسك بدورٍ مستقلٍ لمقاومة "حزب الله" عن القرارين السياسي والعسكري لمجلس الوزراء والجيش اللبناني.ولفت المراقبون إلى أن إثارة "التهديدات" الإسرائيلية لحقوق لبنان النفطية في المياه الإقليمية، وفي المجال الاقتصادي البحري للدولة اللبنانية بحسب تحديد القانون الدولي لهذه الحدود على خلفية عدم توقيع إسرائيل على الاتفاقية الدولية، التي تنظم تعاطي الدول مع مثل هذه المواضيع، يأتي ليضاف إلى سلسلة أدوار سبق أن حُدِّدت لدور المقاومة.
ويعود المراقبون بالذاكرة إلى السنوات التي سبقت انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان ليشيروا إلى أن "حزب الله" كان يحدد دور المقاومة بتحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي، ويربط إنهاء دورها بانتهاء الاحتلال. لكن بعد 25 أيار 2000 تدرج "حزب الله" في ربط وجود المقاومة بالآتي: 1- تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر.2- مع بروز محاولات دولية لإيجاد حل دبلوماسي يعيد إلى لبنان حقوقه في هذه المناطق، أعلن "حزب الله" أن وجود المقاومة يرتبط ليس فقط بتحرير الأرض وإنما بالدفاع عن الأراضي المحررة في مواجهة الخروقات الإسرائيلية المحتملة. وتطورت نظرة "حزب الله"، بعد ذلك ليشمل دوره التصدي لخروقات الطيران الحربي الإسرائيلي للأجواء الإقليمية اللبنانية.3- أثار "حزب الله" وحلفاؤه في الجلسة الأخيرة لهيئة الحوار الوطني مسألة حقوق لبنان النفطية في البحر. وعلى الرغم من أن مثل هذا الموضوع ليس من اختصاص هيئة الحوار الوطني، فإن مؤيدي "حزب الله" سارعوا إلى ربط المسألة بأهمية استمرار المقاومة بصيغتها الحالية بما يمكّن لبنان من حماية حقوقه إذا سعت إسرائيل إلى الاعتداء على حقوق لبنان النفطية أسوة بمحاولاتها الاعتداء على حقوق لبنان المائية من خلال استجرار مياه الينابيع والأنهر الحدودية أو المياه الجوفية في حوض جبل الشيخ المتداخل بين لبنان وسورية وفلسطين المحتلة.ويتوقع المراقبون أن يتطور هذا الطرح في غضون الأيام والأسابيع القليلة المقبلة إلى سجالات سياسية وإعلامية تعمّق الخلاف القائم بين اللبنانيين حول النظرة إلى سلاح مقاومة "حزب الله" ودوره.