«14 آذار» تستعيد عبر «البريستول» زمام المبادرة و«8 آذار» ترد بطلب تحويل 14 فبراير إلى مناسبة جامعة
تشير ردات الفعل السياسية والإعلامية على الاجتماع الموسع الذي عقدته قوى 14 آذار في فندق البريستول في بيروت بعد ظهر الأحد، إلى بروز عناوين جديدة للصراع في لبنان بين قوى 14 آذار من جهة وقوى 8 آذار من جهة مقابلة، أبرزها إحياء ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 14 فبراير الجاري.والواضح أن محور الصراع المقبل يقوم على فكرتين:
- الأولى تحاول من خلالها قوى 14 آذار تأكيد أنها لاتزال تتمتع بحضور شعبي واسع، ولاتزال قادرة بالتالي على متابعة مشروعها السياسي على الرغم من التحولات في الظروف الإقليمية والدولية المواكبة للوضع اللبناني وانعكاساتها على مواقف بعض القوى السياسية في لبنان، وفي مقدمها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط. - الثانية تحاول من خلالها قوى 8 آذار متابعة "هجمتها" الهادفة الى تصوير قوى 14 آذار على أنها فقدت مبررات وجودها ومقومات حضورها الشعبي والسياسي.أما الترجمة العملية لعنواني الفريقين فتقوم على نظرة كل منهما الى إحياء الذكرى الخامسة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. ذلك أن قوى 14 آذار تعتبر أن التطورات السياسية يجب ألا تؤثر على الطبيعة السياسية - الشعبية للاحتفال بالذكرى وفقا لما درجت عليه العادة في السنوات الماضية كرسالة الى الرأي العام المؤيد لها، كما إلى خصومها السياسيين بأن تغيير الأساليب السياسية في التعاطي مع المرحلة لا يعني تغيير القناعات وتبديل المشروع الوطني والسيادي. في حين أن قوى 8 آذار تريد، بما تتمتع به من قدرات سياسية وإعلامية، تظهير قوى 14 آذار أمام جمهورها بأنها قوى متراجعة ومجبرة على التخلي عن عناوين مشروعها السياسي الواحد بعد الآخر تحت ضغط خصومها السياسيين المحليين والإقليميين، بما من شأنه أن يجعلها صاحبة شعارات فارغة من المضامين السياسية وغير قابلة للتطبيق على الأرض، ويفقدها مصداقيتها خصوصا بعد التراجعات التي أجبرت على تقديمها منذ اتفاق الدوحة حتى اليوم مروراً بتكشيل الحكومة الذي أرادت قوى 8 آذار من خلاله إلغاء نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة التي فازت بها قوى 14 آذار.من هنا، فإن الشعار الذي يرفعه خصوم قوى 14 آذار في هذه المرحلة هو ضرورة أن تكون الاحتفالات بذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه "مناسبة وطنية جامعة وشاملة". أما الترجمة العملية لهذا الشعار فتقضي بإفراغ المناسبة من معانيها السياسية اللصيقة بمشروع قوى 14 آذار، على النحو الذي يسمح لقوى 8 آذار بالمشاركة بهذه الذكرى، بحيث يأتي الشكل جامعاً لكل اللبنانيين، في حين يكون المضمون انتصارا سياسيا لوجهة نظر قوى 8 آذار، وهو ما يرى فيه قادة 14 آذار محاولة لتحويل مناسبة إحياء ذكرى اغتيال الرئيس الحريري من مناسبة لإحياء ذكرى انطلاق انتفاضة الاستقلال إلى ذكرى لدفن هذه الانتفاضة إلى جانب ضريح الرئيس الحريري ورفاقه على يد أركان قوى 14 آذار وعلى رأسهم الرئيس سعد الحريري.ويشدد مرجع قيادي بارز في قوى 14 آذار على أن هذه القوى ترحب بمبدأ أن تكون ذكرى اغتيال الرئيس الحريري مناسبة وطنية جامعة على قاعدة احترام المعاني السياسية لهذه الذكرى، واعتراف كل اللبنانيين بمفاعيلها وأهدافها الحقيقية، والعمل يدا بيد على الغاء مفاعيل الاغتيال على أرض الواقع، في حين أن رفع شعار "المناسبة الوطنية الجامعة" غطاء لتشويه حقيقة الجريمة وأهدافها، وإفراغها من معانيها الوطنية، وإعادة عقارب الساعة في لبنان الى الوراء، مسألة غير واردة عند أيٍّ من قادة 14 آذار تحت أي ظرف من الظروف.