قدم الفنّان التشكيلي المصري عمار شيحة، صورة جديدة عن حياة القرى والنجوع، بأسلوب جديد ومبتكر من خلال استخدام «الخُردة» ومخلفات الحديد في عمل أهم الشخصيات التراثية بالقرية المصرية، وأبرزها فرق العزف على الآلات الشعبية المعروفة «بالطبل البلدي».

Ad

ويشهد معرض الفنان المُقام حالياً في «قاعة دروب» بالقاهرة إقبالاً واسعاً وحفاوة كبيرة من الحضور، واعتبره البعض شاعراً يكتب القصائد بأحرف من الحديد الخُردة، فمن مهملات الأشياء يلتقط الفنان أدواته فتتحول المطرقة في يده إلى رأس حمار والجنازير إلى تماسيح وأسياخ الحديد المهملة إلى أزرع وسيقان، ويلتقط من مشاهد الحياة اليومية بحركاتها ومشاعرها ويعكسها ويحولها من خامة صلبة إلى أشكال فنية مبدعة، من رقصة التنورة المصرية وعزف على الآلات الشعبية إلى الحيوانات.

وقد أدرك شيحة منذ بداياته الأولى، أن الدراسة من أهم عوامل النجاح، ورغم أنه حاصل على "ليسانس" اللغات والترجمة، فإنه أحب فن النحت واتجه إلى أساتذة الفنون الجميلة لعرض أعماله عليهم، وبدأ تشكيل المواد السهلة اللينة من الطين والصلصال حتى تحول إلى التعامل مع الحديد الخُردة، وحصل على خاماته من ورش السيارات المكهنة وسوق الجمعة والوكالة. وفاز شيحة عن مجمل أعماله بجائزة الدولة للإبداع الفني في روما، وله العديد من المقتنيات في العديد من الدول العربية والأجنبية، منها متحف الفن الحديث في القاهرة وقصر الشيخ سعيد الفارسي في جدة، وغيرها في السفارات الأميركية والإيطالية والبريطانية في معظم دول العالم.