قطار المصالحة الجنبلاطية في الشويفات والرابية... محطتان أخيرتان قبل دمشق؟
يقطع قطار المصالحة "الجنبلاطية" محطتي الشويفات اليوم والرابية غداً، بعد سلسلة وقفات سابقة أعقبت انعطافته السياسية في أغسطس الفائت. وفي حين يترقب الحلفاء في "14 آذار" بحذر حركة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، تبقى صفّارة الانطلاق إلى العاصمة السورية رهن "توافر ظروف"، لاتزال حتى اللحظة مجهولة، على الأقل علنياً.
بعد إحياء التواصل مع النائب طلال أرسلان، مروراً بإنجاح وساطة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بمصالحة النائب سليمان فرنجية ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون في بعبدا، فضلاً عن مصالحة الحزب القومي السوري الاجتماعي، وصولاً إلى لقاء الوزير السابق وئام وهاب في الجاهلية، يكرّس رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط تموضعه السياسي الأخير بإنهاء رواسب السابع من مايو في الشويفات اليوم، وبزيارة عون في الرابية. وفي حين تبقى محطة الختام في دمشق محل ترقب ومتابعة، أكد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط أمس أنّه "لم يصل إليه شيء واضح أو دقيق من قبل القيادة السوريّة"، معتبراً أنه "يوم يصلني شيء واضح ودقيق عندها سأجيب في الوقت المناسب والمكان المناسب والظروف المناسبة لي وللقيادة السوريّة". وإذا كانت بعض الأطراف السياسية تغمز من قناة استحالة وصول جنبلاط إلى دمشق قبل المرور بمحطة بعبدات لمصالحة رئيس الجمهورية السابق إميل لحود على الرغم من عمق الخلاف السياسي والشخصي الذي بلغ ذروته في عام 2005، فإن أوساط مقربة من جنبلاط تنفي عزمه القيام بهذه الزيارة أو فرضية وجودها على أجندته في الفترة المقبلة.وتعتبر هذه الأوساط أن "لقاءات جنبلاط اليوم وغداً تشكل استكمالاً للحركة السياسية التي قام بها الحزب التقدمي الاشتراكي والهادفة إلى تكريس مناخات السلم الأهلي والاستقرار الداخلي، وحثّ كل الأطراف على الخروج من المتاريس السياسية والنفسية التي سبق أن ولّدت توتراً ميدانياً في أكثر من منطقة".
وفي موازاة إشارة هذه الأوساط إلى أن "صيغة العيش المشترك هي الخيار الوحيد المتاح أمام اللبنانيين"، سأل جنبلاط، في معرض تعليقه على مصالحة الشويفات اليوم: "أين كنا منذ عام أو أكثر وأين أصبحنا"، واصفاً إياها "بنقطة تحوّل كبيرة في منطقة الشويفات التي كانت أيّام الاحتلال الإسرائيلي معبراً للرجال والمقاومين في مواجهة إسرائيل"، مؤكداً أنه "من الجبل إلى الشويفات وبيروت كنا منطقة واحدة وسنبقى".وتوضح أوساط جنبلاط أن "زيارة الرابية تأتي استكمالاً للقاء الأول في بعبدا، وتهدف إلى السعي المشترك لإنتاج واقع جديد على المستوى الوطني والعلاقات بين الحزبين"، مشددة على وجوب توافر "مسؤولية جماعية عند كل الأطراف لأن تذهب باتجاه رفع الحواجز القائمة من خلال الدخول في حوارات ثنائية وتغليب المصلحة العامة".وإذ تشدد على أنه "لا علاقة لحركة المصالحات السياسية بزيارة دمشق"، نافية وجود "أي دفتر شروط سوري يعمل جنبلاط على تنفيذه"، تذكّر أوساط جنبلاط، في معرض تعليقها على المؤتمر العام الذي ينظمه الحزب الأربعاء المقبل دعماً لحصول اللاجئين الفلسطينيين على حقوقهم الإنسانية والمدنية، بأن "الحزب منحاز تاريخياً إلى القضية الفلسطينية"، مؤكدة فصلها الموضوع الفلسطيني عن مسألة التجاذبات السياسية القائمة.