لا تزال أسعار المعادن الثمينة عموما والذهب خصوصا تلعب الدور الأبرز في إحجام المستهلكين عن الشراء، مستعيضين بالفضة بدلاً منها.
انخفض إجمالي تداولات المعادن الثمينة في السوق الكويتي بنحو 20 في المئة في عام 2009 عما كان عليه في عام 2008.وقال مدير إدارة المعادن الثمينة في وزارة التجارة والصناعة المهندس مسلم العنزي إن الادارة سجلت نحو 20.380 طنا من المعادن الثمينة في عام 2009، بينما اشارت آخر احصائيات عام 2008 إلى ان اجمالي وزن المعادن الثمينة بلغ نحو 25.325 طنا.وبين العنزي في تصريح خاص لـ "الجريدة" أن حصة الذهب من اجمالي الوزن الاجمالي للمعادن الثمينة في السوق المحلي بلغ نحو 11.407 طنا في 2009، بينما بلغ في 2008 نحو 14.323 طنا، بنسية انخفاض بلغت نحو 20.5 في المئة.وعزا سبب انخفاض كميات المعادن الثمينة المسجلة في الادارة لعام 2009 مقارنة بعام 2008 الى امور عدة، ابرزها ارتفاع اسعار الذهب التي اثقلت كاهل المستهلكين، ولفتت انظارهم الى معادن اخرى صبوا جل اهتمامهم فيها مثل الفضة.واضاف ان السبب الآخر هو انخفاض نسبة السيولة بيد المستهلكين مقارنة بالسنوات السابقة التي شهدت فيها الاسواق، سواء العقار او الاسهم، طفرة في الانتعاش لم تشهد لها مثيلا.وبين أن الاقبال في هذه الفترة راح يركز على معدن الفضة كبديل للذهب، بينما تبقى مناسبات الزواج هي المحرك الوحيد في سوق الذهب والمعادن الثمينة في الوقت الراهن.من جهة اخرى، سجل الذهب اداء قويا في الفترة الاخيرة من عام 2009، ولكن على الصعيد الاستثماري لا على الصعيد الاستهلاكي، نتيجة ارتفاع طلب المستثمرين والتنوع في الاستثمار.وشكّل تدافع المستثمرين بحثاً عن الحماية ضد انخفاض قيمة الدولار، والخوف من شبح التضخم في المستقبل، إلى جانب التحول الذي شهدته إدارة احتياطي البنك المركزي في ظل قيام البنوك المركزية الغربية بخفض مبيعات الذهب، وقيام الدول النامية بزيادة الاحتياطي الخاص بها من الذهب، دعماً للأداء القوي للذهب خلال عام 2009، وذلك وفقا لما ذكرته النشرة الدورية الأخيرة الصادرة عن مجلس الذهب العالمي "جولد انفستمنت دايجست".وقد أظهر التقرير الصادر مؤخرا عن مجلس "جولد انفستمنت دايجست" ارتفاع سعر الذهب للسنة التاسعة على التوالي ليسجل بنهاية ديسمبر 2009 مستوى 1087.50 دولارا للأونصة وفقا لسعر الذهب في جلسة القطع المسائية في لندن، وهو ما يعادل زيادة قدرها 25 في المئة خلال العام في قيمة المعدن الأصفر.وبين التقرير انه بالنظر إلى نسبة المخاطرة المعدَلة، فإن الذهب أظهر أداء أفضل من الأصول الأخرى مثل الأسهم الأميركية والعالمية، حيث تعتبر درجات التذبذب معتدلة مما نتج عنه تحقيق عوائد أعلى لكل وحدة مخاطرة.واضاف ان الذهب يظل- في المتوسط- هو السلعة الأقل تذبذبا بحسب مجلس الذهب العالمي باستثناء مؤشر ستاندرد آند بورز جي إس لايف ستوك.وبين ان استثمارات الذهب المتداولة في البورصة (ETFs) استمرت في جذب أموال جديدة خلال العام- حيث بلغت مشتريات المستثمرين من الذهب في الربع الرابع من عام 2009 عن طريق صناديق الذهب المتداولة في البورصة 30 طنا- وهو ما أسهم بدوره في بلوغ إجمالي حجم صناديق الذهب المتداولة في البورصة 1762 طنا بقيمة تبلغ 62 مليار دولار أميركي حسب أسعار نهاية العام.ولفت الى تزايد نشاط المستثمرين بشدة خارج البورصة في الربع الأخير من العام- وذلك وفقا لما أوردته شركة جولد فيلدز مينيرال سيرفيسز (GFMS)- مع انتشار واسع خاصة لسبائك الذهب.وذكر التقرير أيضا أن جزءا كبيرا من هذا الطلب- الذي اتسم باستثمار طويل المدى- كان مدفوعا على الأرجح بالشعور الإيجابي للسوق تجاه البيانات الأساسية الخاصة بعرض الذهب، والطلب عليه وتوقعات الأسعار التي جاءت متوافقة معها.
اقتصاد
العنزي لـ الجريدة•: 20% انخفاض تداولات المعادن الثمينة في 2009
31-01-2010