لا تلوموا الشيخ طلال
الكثيرون يلومون الشيخ طلال الفهد على ما يقوم به من تصرفات في الرياضة الكويتية، وإصراره على تنفيذ ما يريده حتى لو أدى ذلك إلى إيقاف النشاط الرياضي الدولي للكويت. أقول لا تلوموا الشيخ طلال على ذلك لأنه وجد الأمور "سهود ومهود" من خلال عاملين مهمين: العامل الأول، هو وجود مجموعة مطيعة من التابعين له تلهج بذكره وفضائله ليلاً ونهاراً لأنه هو من أوصلهم إلى المناصب التي هم فيها، والتي لم يكونوا يحلمون بها، وجعلهم في دائرة الضوء الساطع بعد أن كانوا نسياً منسياً، ولذلك فهم يدينون بالولاء المطلق له ولا يعصون له أمراً، ويصدقونه على كل حال، حتى أنه لو قال لهم إن الشمس تشرق من الغرب لصدقوا ذلك ودافعوا عنه.العامل الثاني الذي يستند إليه الشيخ طلال في تمرده وضربه بالقوانين عرض الحائط وطوله، هو غض النظر من قبل حكومة دولة الكويت، ومن بيدهم القرار عن تصرفاته لأنه شيخ سوبر، كيف لا وأخوه الأكبر الشيخ أحمد الفهد نائب لرئيس الوزراء.
الحكومة الموقرة لم تحرك ساكناً ولا متحركاً خلال ثلاث سنوات من حرب داحس والغبراء الرياضية، وتصرفت وكأن الأمر لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد. لا تلوموا الشيخ طلال الفهد على ما يفعله لأنه إنسان ذكي ومثابر ويمشي على قاعدة "قال من أمرك أجاب من نهاني"، ولذلك فهو يتصرف على طريقة "يا ألعب يا أخرب الملعب"، يعني إما أن يمشي الجميع في الرياضة على ما أريد وإما أنه لا رياضة في الكويت على الإطلاق.بما أنه ليس هناك في الحكومة من يتجرأ ليوقف الشيخ طلال عند حده، فإنه لا عجب أن يقوم الشيخ طلال باحتلال مبنى الاتحاد الكويتي لكرة القدم تحت سمع وبصر الحكومة. هناك من يريد أن يختزل المشكلة الرياضية على أنها مجرد صراع بين طلال الفهد ومرزوق الغانم، وهو توصيف خاطئ، والتوصيف الصحيح للمشكلة أن هناك من يريد أن يطبق مقولة أنه "يحق للشيخ ما لا يحق لغيره"، وأن كونه شيخاً يعني أنه لا يخضع للقوانين مثل بقية المواطنين، بل هو فوق القانون، وأي شخص يتجرأ على اعتراض طريقه عليه أن يتحمل ما سيأتيه من "التلسيب".خطورة ما يحدث في المجال الرياضي من قبل الشيخ طلال أنه نموذج لو نجح- لا سمح الله- فإنه قابل للاستنساخ في بقية المجالات، ويفتح الباب لآخرين من الشيوخ لممارسة نفس التصرفات انطلاقاً من عقلية مفادها أن الشيخ مواطن فوق العادة، لذا فإن من الخطورة السماح لهذه الممارسات العنجهية بالبروز حتى لا يطول الجميع "التلسيب".