لا تلوموا الشيخ طلال
![د. صلاح الفضلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1488383380444998900/1488383397000/1280x960.jpg)
الحكومة الموقرة لم تحرك ساكناً ولا متحركاً خلال ثلاث سنوات من حرب داحس والغبراء الرياضية، وتصرفت وكأن الأمر لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد. لا تلوموا الشيخ طلال الفهد على ما يفعله لأنه إنسان ذكي ومثابر ويمشي على قاعدة "قال من أمرك أجاب من نهاني"، ولذلك فهو يتصرف على طريقة "يا ألعب يا أخرب الملعب"، يعني إما أن يمشي الجميع في الرياضة على ما أريد وإما أنه لا رياضة في الكويت على الإطلاق.بما أنه ليس هناك في الحكومة من يتجرأ ليوقف الشيخ طلال عند حده، فإنه لا عجب أن يقوم الشيخ طلال باحتلال مبنى الاتحاد الكويتي لكرة القدم تحت سمع وبصر الحكومة. هناك من يريد أن يختزل المشكلة الرياضية على أنها مجرد صراع بين طلال الفهد ومرزوق الغانم، وهو توصيف خاطئ، والتوصيف الصحيح للمشكلة أن هناك من يريد أن يطبق مقولة أنه "يحق للشيخ ما لا يحق لغيره"، وأن كونه شيخاً يعني أنه لا يخضع للقوانين مثل بقية المواطنين، بل هو فوق القانون، وأي شخص يتجرأ على اعتراض طريقه عليه أن يتحمل ما سيأتيه من "التلسيب".خطورة ما يحدث في المجال الرياضي من قبل الشيخ طلال أنه نموذج لو نجح- لا سمح الله- فإنه قابل للاستنساخ في بقية المجالات، ويفتح الباب لآخرين من الشيوخ لممارسة نفس التصرفات انطلاقاً من عقلية مفادها أن الشيخ مواطن فوق العادة، لذا فإن من الخطورة السماح لهذه الممارسات العنجهية بالبروز حتى لا يطول الجميع "التلسيب".