وصف القيادي في "التحالف الكردستاني" العراقي محمود عثمان أمس، زيارة رئيس الإقليم مسعود البرزاني لتركيا الأسبوع الماضي، بأنها "زيارة تاريخية" كونها "الأولى من نوعها منذ أكثر من تسع سنوات"، مشيرا الى انها "تدل على أن العلاقات بين الجانبين بلغت مستوى عالياً جداً من التقارب والتجانس".

Ad

وقال عثمان، في اتصال مع "الجريدة" أمس: "نحن كأكراد نعتبر إبرام اتفاقيات عديدة في مجالات مختلفة بين الإقليم وتركيا بمنزلة فتح الأبواب والطرق أمام الإقليم للانطلاق الى أوروبا اقتصاديا وثقافيا ومعرفيا، لأن تركيا هي بوابتنا الى أوروبا"، لافتا الى أن "هناك خطا جويا سيبدأ رحلاته عما قريب بين أنقرة وأربيل، إضافة الى فتح فروع لبنوك تركية في الإقليم".

وعن تزامن زيارة البرزاني مع موقف تركيا ضد إسرائيل بعد تعرضها لـ"قافلة الحرية" التي كانت متجهة الى غزة، قال القيادي الكردي: "قد يكون هناك ربط في الموضوع مع الموقف التركي ضد إسرائيل، وخوفها من أن تسعى اسرائيل الى احتضان ومساعدة حزب العمال الكردستاني التركي، لكن أعتقد أن دعوة تركيا للبرزاني إلى زيارة أنقرة بدأ الترتيب لها منذ فترة، وبالتالي لا أعتقد أن هناك ربطاً ما بين الموضوعين".

ومضى عثمان قائلاً: "هذا لا يمنع من أن نتكهن ونقول إن اسرائيل ربما تفكر بشكل جدي في تبني المتمردين من حزب العمال الكردستاني التركي"، مشددا على أن "الإقليم يعمل جاهدا الى إغلاق هذا الملف، ومطالبة حزب العمال بإلقاء السلاح، واللجوء الى الحوار مع حكومة تركيا".

استهداف العراق

قال القيادي في الجيش الأميركي بالعراق الجنرال ستيفن لانزا أمس، إن "قوات بلاده تمتلك معلومات استخباراتية تشير إلى أن التحديات التي ستستمر قوات الأمن العراقية في مواجهتها من أجل فرض الأمن في البلاد، تتمثل في وجود تنظيمات سنّية متطرفة كـ(القاعدة) و(أنصار السنّة) و(طيور الجنة)، إضافة إلى المتطرفين الشيعة مثل (عصائب أهل الحق) و(لواء اليوم الموعود) وهو الجناح العسكري للتيار الصدري، إضافة إلى (حزب الله-تنظيم العراق)".

وأشار لانزا الى أن "هذه الفصائل المسلحة لا تستهدف القوات الأميركية التي تدعي أنها تشن الحرب عليها لإخراجها من العراق، لكنها تنفِّذ أجندات استخباراتية أجنبية"، موضحا أن "هذه الأجندات ترعاها دول مختلفة منها عربية وأخرى أجنبية، وهدفها إيقاف مشروع التغيير الديمقراطي الذي حدث في العراق بعد عام 2003".

في السياق، قال مستشار مجلس الأمن الوطني العراقي بالوكالة صفاء الشيخ: "بحسب قادة التيار الصدري، تم تقسيم جيش المهدي إلى مجاميع مدنية وعسكرية وثقافية"، مشيراً إلى أن "لواء اليوم الموعود الذي يعتبر الجناح العسكري للتيار الصدري، متخصص في مقاتلة القوات الأميركية، لكن الحكومة العراقية لم تسجل أي شيء ملموس على الأرض لتحركاته، وهناك تحقيقات في بعض الأعمال التي نسبت إليه".

ولفت الشيخ إلى أن "هناك بعض المجموعات الصغيرة جدا، التي انشقت عن جيش المهدي سابقا كمجموعة عصائب أهل الحق، بعد أن توصل الأخير إلى اتفاق مع الحكومة لوقف العمل المسلح، تمارس أعمالا لمصلحتها الشخصية المادية".

وأوضح الشيخ، أن "تلك المجموعات تعمل كعصابات، وهي تستغل التدريب العسكري الذي تلقته والسلاح الذي مازالت تحتفظ به لتنفيذ عمليات مثل السطو والخطف لغرض الابتزاز أو تجارة السلاح، والذي يصل في بعض الأحيان بطريقة غير مباشرة إلى جهات أخرى كـ(القاعدة) مثلا لتنفيذ عمليات مسلحة".

يُذكر أن منظمة "أنصار السنّة" هي جماعة مسلحة عراقية من جماعة "أنصار الإسلام"، أنشأها أصوليون عراقيون وأجانب في المناطق الحدودية بكردستان العراق.

أما "كتائب حزب الله"، فهي جماعة شيعية مسلحة تنشط في المحافظات الجنوبية والوسطى وتتلقى الدعم من إيران.

وقد تبنى تنظيم "القاعدة في عام 2008 تشكيل تنظيم "طيور الجنة"، الذي يتألف من مجاميع من الصبية الصغار لتنفيذ هجمات انتحارية.

ويعد "لواء اليوم الموعود" تنظيماً مسلحاً يرتبط بـ"التيار الصدري"، أما مجموعة "عصائب أهل الحق" فهي كانت تابعة لـ"جيش المهدي" سابقا، وانشقت عنه وقامت في 29 مايو 2007.

(بغداد - أ ف ب، أ ب، يو بي آي)