الشيزوفرينيا

نشر في 16-10-2009
آخر تحديث 16-10-2009 | 00:00
 د. محمد لطفـي الأحداث كثيرة ومتنوعة والمساحة ضيقة ومحددة فعذراً من القارئ الذي أعتمد على ذكائه في فهم التعليق المختصر:

• «الشيزوفرينيا» مرض انفصام الشخصية، وكما جاء في مختار الصحاح (ف ص م) فصم الشيء كسره من غير أن يبين. من باب ضرب، أي انقسم الشيء دون أن يكون الكسر ظاهرا، وهو وصف دقيق لحال المريض، حيث تنتابه شخصيتان داخليتان إذا ظهرت إحداهما اختفت الأخرى.

• الكتّاب والصحافيون الذين أثاروا الدنيا وأنكروا على وزير التعليم الفرنسي منع طالبة محجبة من دخول المدرسة هم أنفسهم الذين صفقوا لشيخ الأزهر حين أمر طالبة منقبة بخلع النقاب! ودون الدخول في الفرق بين الحجاب والنقاب والفرض والنفل والعادة والعبادة، فكلا الأمرين عمل تنظيمي يقوم به المسؤول عن العملية التعليمية، وكلاهما أيضا يتعلق بحق الإنسان وحريته في ارتداء ما يحب، فلمَ تباين المواقف وانفصام الرأي؟

• الفنان الذائع الصيت والشهرة والشخصية التي يعشقها العامة وتدعو أعماله إلى الأخلاق والفضيلة ويدافع عنها، ثم يتم ضبطه في قضية أخلاقية... هل يعاني انفصاما بدرجة ما؟!

• رئيس التحرير الذي يتحدث ليل نهار عن حرية الفكر والتعبير وليبرالية الرأي، ويحضر الندوات والمؤتمرات محدثا مبهرا وخطيبا مفوها ثم يعود إلى مكتبه فيأمر بمنع نشر مقال لكاتب في جريدته... هل يعاقب قراءه أم يعاقب نفسه؟!

• قاضٍ يحكم بمعاقبة متهم (بالسجن والجلد) وعرضه على الطب النفسي لتلقي العلاج!! لماذا الانفصام؟ فإن كان المتهم مداناً يعاقب وإن كان مريضاً يعالج، أم أنه يعاقب لأنه يحتاج إلى علاج؟! أو أن يكون الهدف عرضه على الطبيب لعلاجه من عقاب القاضي!!

• كاتب يسخر من الأمين العام للجامعة العربية لشعوره «بالغثيان» من موقف السلطة العباسية تجاه تقرير «غولدستون» ولا يستطيع- الكاتب- توجيه ولو «همسة عتاب» للحكام العرب. ففضلا عن أن ميثاق الجامعة يحدد بوضوح دور الأمين العام الذي لا يمكنه تجاوزه... إلا أن «الغثيان» ليس فقط عارضا صحيا جسديا- كما يعتقد البعض- بل عارض نفسي يحسه الإنسان عند شعوره «بالقرف» من تصرفات البعض وكتاباتهم... هذا للعلم.

• المذكور في التعريف بجائزة نوبل أنها تمنح (في جميع المجالات) نظراً للأعمال التي قام بها (فلان) ويتم الإشارة إلى تلك الأعمال تحديدا أو إجمالا، لذلك فخطيئة اللجنة هذا العام أنها منحتها للنوايا التي أبداها الشخص وليس للأعمال التي قام بها!! وهذا أمر شديد الخطورة مستقبلا فكيف يمكن تقييم النوايا؟ ومن يضمن الالتزام بها؟ وهل هي في ذاتها ضامنة لنجاح الأعمال؟ كما يقولون «إن الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة» فهل سمع أعضاء لجنة نوبل بهذا؟!

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top