خلافات الأسرة وتأثيرها على إدارة شؤون الدولة ليست حدثاً عابراً، فالأسرة ومن خلال سمو الأمير شريكة أساسية في الحكم، بل إنها الأكثر تأثيراً. في زمن الشيخ عبدالله السالم كان تأثير تلك الخلافات على الشأن السياسي كبيراً، وبالذات أنها، الأسرة، لم يكن يحكمها دستور، وبالتالي فإن حجم التأثير من الصعب تحديده أو تحييده، إلا أن المؤكد هو أن أقطاب الخلاف كانت واضحة، وكان أشهرها الخلاف المستمر بين شيخين قويين مؤثرين هما عبدالله المبارك وفهد السالم رحمهما الله. كذلك اتضح أن عبدالله السالم ومع أنه كان أميراً على البلاد قضى ثلثي فترة حكمه بلا دستور، إنه كان يعاني من خلافاتهما الأمرين، وشهدنا كيف أن الدستور لم يصدر إلا بعد غيابهما. وبغض النظر عن تشخيصنا للخلافات، فإنها في حقيقة وزمن عبدالله السالم كانت معروفة المفاتيح لتهدئتها، أو تحييدها.

Ad

يبدو أن حالتنا اليوم، تعود في بعض أسبابها إلى ضياع حتى مفاتيح الخلافات داخل الأسرة، وبالطبع الذي يتابع يعرف فداحة ما نقول، فلنأخذ جردة بسيطة لما يحدث هذه الأيام.

• سمو رئيس الوزراء يزور جمهورية إيران الإسلامية، في توقيت غير مفهوم مغزاه ولا معناه وفي معيته 6 وزراء مدة 24 ساعة فقط.

• يعود سموه إلى أرض الكويت، ويطلب طيارة هلكوبتر لنقله من المطار للقاء سمو الأمير ثم العودة بذات الطائرة لذات المطار، حيث لاتزال طائرته الأكبر ساخنة لتقله في مهمة يزور فيها البوسنة والفاتيكان، ويقضي ما تبقى من إجازة العيد في جنة الشوكولاتة سويسرا.

• نواب إسلاميون يجتمعون عند النائب خالد السلطان لترتيب لقاء مع سمو رئيس الوزراء، ومن غير المعروف إن كانوا سيستخدمون طائرة هلكوبتر للحاق بسمو الرئيس.

• صحف محسوبة على سمو الرئيس تشتم ولا أقول تنتقد وزير الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد، مع أنه النجل الأكبر لسمو الأمير.

• من جانبه، أنهى الشيخ ناصر صباح الأحمد رحلة قنص في الجزائر قبل مباراة مصر والجزائر، وكان برفقة الشيخ مشعل الأحمد نائب رئيس الحرس الوطني، ولم يتضح إن كانا قد وفقا في صيد شيء أم لا.

• بعد انتهاء رحلة القنص اتجه الشيخ ناصر الى المغرب في الوقت الذي اتجه فيه الشيخ مشعل الى جنيف بلد الشوكولاتة، ومن غير المعروف إن كان سيلتقي الشيخ ناصر المحمد أم لا، قد يجمعهما حب الحلو، من يدري.

• الحرس الوطني يجري تدريبات لمكافحة الشغب في وقت احتقان سياسي داخلي بسبب الاستجوابات وعدم وضوح موقف سمو الرئيس من صعود المنصة. التدريبات ليست هي المهمة، ولكن توزيع الصور على أجهزة الإعلام هو المهم.

• الحرس الوطني يعلن ببيان غير ملتبس أنه لا علاقة لتلك التدريبات بالوضع السياسي المحلي، وتشير المعلومات إلى أن ذلك التوضيح جاء بإصرار من شخصية كبيرة خارج البلاد كمؤشر لخلاف ما حول الموضوع. الشخصية المعنية هنا هي ليست الشيخ مشعل.

الشيخ فهد سالم العلي ينشر مقالاً في جريدة "الراي" يوم 11/16 يعلن فيه ندمه على تأييده الانقلاب على الدستور سنة 1986، ويعلن أنه سيقف ضد أي إجراء من هذا النوع.

• أحد الشيوخ يتحدث بنبرة انتقادية عالية لقيادة الأسرة ويعلن عدم رضاه عما يجري.

• الرياضة تشهد خلافات حادة أطرافها داخل الأسرة، وتقوم أطراف بالتصدي للقانون.

• إلى آخره إلى آخره إلى آخره... وما خفي كان أعظم.

وهكذا كما ترون... الكويت بخير... لا تخافون.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة