تلقيت دعوة عبر البريد الإلكتروني من قسم التعليم الإلكتروني بجامعة هارفارد لحضور «مقرر اليابان وتجربة التحديث» للدكتور جوردن براون، الأستاذ المتخصص بالتاريخ الياباني، والطريف في الأمر أن الحضور لن يتطلب فيزا دراسية إنما عبر جهاز الكمبيوتر وبرامج مساعدة لتنزيل المحاضرات عبر الموقع الإلكتروني للجامعة وساحة الحوار الإلكتروني «HBS working knowledge»، حيث المشاركة بالنقاش عبر الكاميرا الإلكترونية.
وقبل الدخول في مقارنات بين الجامعات الأجنبية والعربية، في مجال التعلم الإلكتروني، التقيت بالدكتور سالم الطحيح أستاذ إدارة الأعمال ومؤلف كتاب التعلم عن بعد والتعلم الإلكتروني، فأرسل لي بعض مؤلفاته في هذا المجال، حيث يرصد الدكتور سالم من خلالها تاريخ التعلم عن بعد، والذي بدأ منذ عام 1840، عبر المراسلة البريدية، ثم تطورت وسائل التعليم والتدريب عن بعد مواكبة التطور التقني، فأتاحت سبل التعلم لجميع فئات المجتمع من النساء والعاملين والمعاقين وقاطني الأماكن البعيدة جغرافيا والمناطق الوعرة التي يعتبر الوصول إليها صعبا. وفي عام 1874 بدأ الانتساب الطلابي لنيل شهادة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، وانتشرت بعدها عدوى التدريس عبر المراسلة في الجامعات المهنية، وظهرت مخاوف استغلال التعلم الإلكتروني في قضايا انتحال الشخصية، ثم تشكل بعدها المجلس الوطني الخاص بنظم الدراسة عن بعد، وبعدها انتشرت آلية بث المحاضرات عبر الراديو والتلفزيون، ثم بدأت مرحلة انتشار التجربة البريطانية للجامعة المفتوحة «open university» وجامعة جنوب إفريقيا، وتحولت المناهج إلى مناهج رقمية مع انتشار الكمبيوتر عام 1980. وتقنيات التعلم الإلكتروني حسب دراسة الدكتور الطحيح تقسم إلى ثلاثة أنواع: الأول، وهو مقرر الإنترنت، وتوضع من خلاله المواد التعليمية، ويقوم الطالب بالدخول إلى الموقع الإلكتروني التعليمي في أي وقت ومن أي مكان، ويسمح هذا النوع لتسجيل العدد الكبير من الطلبة، ولكن يفتقر إلى آلية التفاعل بين الطالب وأستاذ المادة. أما النوع الثاني المدعم بالإنترنت فهو شبيه بالأول لكنه يمزج بين التدريس من خلال العلاقة المباشرة بين الطالب والمدرس، وتستخدم فيه تقنيات متطورة كالـMP3 وغيرها، وهو الذي أستخدمه شخصيا ويستخدمه الدكتور الطحيح أيضا من خلال مقرراته. والنوع الثالث هو مقرر الإنترنت وهو مركز كليا على التفاعل بين الطلية أنفسهم والمدرس دون الحاجة إلى المحاضرات. وتوصيات الدراسة تدور حول اعتماد البرامج المعدة لاستخدام التعلم الإلكتروني واتباع الإجراءات لتحويل المقررات إلى مواد علمية تناسب التعلم الإلكتروني، إلى جانب الاهتمام بالسياسات المرتبطة بتقييم الطالب في المقرر، وتحديد القواعد التي تحدد الإجراءات المناسبة في الامتحانات عبر الإنترنت وغيرها من تحديات تواجه استعدادنا للتغيير والخروج من قوقعة النظم التقليدية. وأخيرا وليس آخرا فإن مرحلة التعلم الإلكتروني آتية، والعصر التقني عنوان المرحلة، ولكن ينبغي الحصول على أنظمة أمنية خاصة لإفساح المجال للطالب بتقديم الاختبارات وبالتالي الدخول في مرحلة التقييم بشفافية. كلمة أخيرة: يقول برلماني مخضرم إنه توصل إلى معادلة في «الرياضة السياسية»: 40 سؤالا برلمانيا + تهديد بالاستجواب + التردد الحكومي في اتخاذ القرار= 40 ترقية لأربعين موظفا من فئة غير كفؤة ولا ملتزمة بالدوام. وكلمة أخرى: لماذا تزداد إجراءات الفيزا الممنوحة للكويتيين صعوبة عاما بعد عام؟ وهل تعتبر السفارات رسوم الفيزا مكسبا ماديا؟ وهل سنطبق يوما مبدأ المعاملة بالمثل أم سنقابل كل «طراق باستقبال وحفاوة»؟ والتعليق من مدونة «أوان».
مقالات
التعلم عن بعد والتعلم الالكتروني
04-08-2009