جدّدت حركة حماس أمس، عقب اغتيال أحد قياديّيها في دبي، التزامها بحصر عملياتها العسكرية في الأراضي الفلسطينية، ولكنها هدّدت في المقابل باستهداف المصالح الإسرائيلية في الخارج، مؤكدة أنها تستطيع الوصول إلى الأهداف الإسرائيلية في أي مكان وزمان.

Ad

حمّل عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار أمس، إسرائيل "مسؤولية نقل ساحة المواجهة إلى الخارج"، عبر اغتيال القيادي في الحركة محمود المبحوح في إمارة دبي، مهدداً بأن حركته تستطيع الوصول إلى أهداف إسرائيلية "في أي مكان وأي وقت".

وقال الزهار، في تصريحات للصحافيين عقب زيارته مقر المستشفى الميداني الأردني في غزة: "إسرائيل أرادت عبر عملية الاغتيال جعل الساحة الدولية ساحة للصراعات، وهي بالتالي تصبح المسؤولة وحدها عن ذلك"، وأضاف: "جربت إسرائيل، واكتوت بنار المواجهة الخارجية في صراعها مع منظمة التحرير، وهي تعرف أن "حماس" لا تقل قدرة عن الوصول إلى أهدافها في أي مكان وأي وقت"، وتابع: "لكننا حتى هذه اللحظة نحافظ على أن ساحة المعركة وقواعد اللعبة تنحصر فقط داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة"، مؤكداً أن الحركة تترك الرد على عملية الاغتيال لقادم الأيام "ليكون بشكل إيجابي".

واعتبر الزهار أن اغتيال المبحوح وغيره من القيادات الفلسطينية داخل الدول العربية "تقدم رسالة بأن إسرائيل لا تحترم سيادة أي دولة عربية، ومصالحها مقدمة على مصالح كل الشعوب، ولذلك يجب إعادة تقييم العلاقات معها".

وكانت "حماس" اتهمت أمس الأول، بشكل رسمي، جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) بالوقوف وراء اغتيال المبحوح، بينما أعلنت شرطة دبي "أنها تمكنت من التعرف على المشتبه في تورطهم في ارتكاب الجريمة "، مشيرة إلى أن بعضهم يحمل جوازات سفر أوروبية.

يذكر أن المبحوح من مؤسسي "كتائب عزّ الدين القسّام" الذراع العسكرية لحماس، وكان يبلغ من العمر 50 عاماً، وكان يعيش في العاصمة السورية دمشق، ويحمل وفق ما يتردد جواز سفر باسم شخص سوري قديم.

وصرّح قائد شرطة دبي ضاحي خلفان لقناة "العربية" أمس، تعليقاً على الموضوع، بأن السلطة الفلسطينية، هي التي تمثل، عبر سفيرها في دولة الإمارات، الجهة الفلسطينية الرسمية.

من ناحيتها، هددت "كتائب القسّام" إسرائيل بالرد على جريمة اغتيال المبحوح، وأكدت أنه سيتم نشر بعض ما كشفته التحقيقات حول اغتياله في الوقت المناسب.

اعتقال

أفادت مصادر إعلامية فلسطينية بأن أجهزة الأمن المصرية احتجزت مدير شرطة دوريات مدينة خان يونس في قطاع غزة إبراهيم معروف التابع لحركة حماس، خلال عودته برفقة والده المريض من معبر رفح الخميس الماضي.

وفي مدينة رفح المصرية رفض مصدر أمني رفيع المستوى التعليق على الخبر بالنفي أو الإيجاب، إلا أن مصدراً مطلعاً آخر رجَّح أن يكون قد تم نقل معروف إلى مقر مباحث أمن الدولة في القاهرة، للتحقيق معه في إحدى القضايا التي تمس الأمن القومي المصري.

وبذلك يصل عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون المصرية إلى 23 معتقلاً أبرزهم أيمن نوفل القيادي في كتائب "القسّام" والمعتقل منذ نحو عامين أثناء دخوله الأراضي المصرية خلال اقتحام آلاف الفلسطينيين للحدود، وضبط في مدينة العريش وبحوزته أسلحة وقنابل يدوية داخل إحدى سيارات الدفع الرباعي التي كان يستقلها.

«غولدستون»

أعلنت الحكومة الفلسطينية أمس، أنها أرسلت إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقريرها الأولي بشأن تحقيقها في الاتهامات الموجهة إلى الفلسطينيين في تقرير لجنة غولدستون حول الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت في شهر نوفمبر الماضي قراراً يطلب من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إجراء تحقيقات داخلية مستقلة وذات مصداقية، بشأن الحرب التي شنّتها إسرائيل نهاية عام 2008 على غزة.

وأعلنت إسرائيل أمس أنها سلمت السكرتارية العامة للأمم المتحدة رسميا ليل الجمعةـ السبت ردها على تقرير لجنة غولدستون.

(القدس، رام الله، غزة - أ ف ب، أب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)