أنا آخر واحد في التيار الوطني الديمقراطي يفكر في الدفاع عن مواقف التحالف الوطني الديمقراطي، ليس لأنه لا يستحق قول كلمة عندما يحين وقتها، ولكن لأن التحالف يمتلك من أدوات الرد الإعلامية والأفواه المفوهة ما يكفي للرد على كل ما يثار حوله.
ما دفعني لقول ذلك هو التوقيت السيئ الذي اختاره بعض الزملاء للتشنيع بمواقف التحالف بكل ما فيه من مكونات، لأنه لم يكن حاضرا في خندق الدفاع عن قضية سجين الرأي محمد عبدالقادر الجاسم، الذي لم يفصل موعد الإفراج عنه وصدور حكم الحبس بحق أمين عام التحالف الوطني الديمقراطي الصديق خالد الفضالة سوى أيام معدودات، وأنا أعلم جيدا أن الأمر لم يصل إلى مرحلة الظاهرة المنظمة، ولكن يكفيني مقال واحد مثل مقال الزميل عبدالهادي الجميل في «عالم اليوم» يوم الأحد الماضي حتى أستشعر أجواء التفكير السائد داخل أوساط التكتل الشعبي وتذمرها، لعدم تفاعل نفس الوجوه في «النزهة»، عندما كانت الحشود تتجمع في الأندلس والعقيلة والشهداء من أجل نفس القضية، ولكن مع شخص آخر هو محمد عبدالقادر الجاسم.كما قلت يكفيني مقال واحد حتى أعرف أين تتجه البوصلة؟ وقد نقل لي أكثر من شخص مقرب نفس الأجواء الناقدة والشامتة في مواقع أخرى داخل مكعبات التيار الوطني الديمقراطي المبعثرة ولكنها لم تخرج إلى العلن، وهو ما اعتبرته خيرا طالما أنه مصفد في قعر النفوس.ولكن مقال الزميل الجميل نبهني إلى خطورة أن يتكرر نفس الموضوع في أماكن ومواقع أخرى لتضيع القضية الرئيسة، وهي التضامن مع السجين السياسي خالد الفضالة، وندخل في سجالات الرد والتوضيح حول فلان حضر وعلان ما حضر.هذا النوع من السجال العقيم لا يورث سوى الكره والتباغض وتقليل مساحات التفاهم المشترك، لأنه بحر لا نهاية له، خصوصا عندما تتشابك الخصومات السياسية مع القضايا الإنسانية، والتي لو أردنا الدخول فيها لقلت مثلا: أين النائب المخضرم أحمد السعدون عن التجمعات التضامنية مع محمد الجاسم؟ وأين عراب الشعبي عن المهرجانات المتلاحقة في مقر التحالف بالنزهة للتضامن مع خالد الفضالة؟أيها الأصدقاء لقد اعتدت منذ قضية الدكتور أحمد البغدادي قبل أكثر من عشر سنوات، أي قبل أن يظهر التكتل الشعبي، ولا التنظيمات السياسية والمدنية التي ظهرت في السنوات القليلة الماضية، ألا ألتفت إلى من حضر ومن تخلف، لأن همي مركز على استثمار كل طاقة تريد الدفاع عن الحريات العامة أو الانخراط في تحرك يخدم القضية، فتلك الطريقة هي خير درس نلقنه لمن يتعامل مع تلك القضايا النبيلة بانتقائية، وهذه المواقف مدرسة يتعلم منها المجتمع المبادئ الأصيلة للممارسة الديمقراطية.لقد بذل الصديق خالد الفضالة وزملاؤه جهدا كبيرا في كسر خرافة المناطق الداخلية والخارجية، التي يحاول من يريد تقسيم المجتمع وإضعافه تكريسها، ونقل صوت التحالف الوطني الديمقراطي، أو صوت الحضر لمن يعشق هذه النبرة، إلى معاقل المعارضة في تلك المناطق، ولم يتأخروا عن مؤزارة القضايا الشعبية أو نصرة الوطن في ندوة «إنقاذ الوطن» بالعقيلة، فهل كثير على خالد أن «نتسامى فوق جراحنا» كما قال معلمنا الكبير الدكتور أحمد الخطيب كي نطوف هاليومين على خير، ونؤجل لأجله وقت التشفي و»التنغز» فلكل وقت أذان؟ فلمَ العجلة؟الفقرة الأخيرة: لي الشرف أني عملت مع الجميع، ولن أتأخر في مؤازرة من أختلف معهم قبل من يحملون نفس أفكاري وتوجهاتي.
مقالات
الاغلبية الصامتة : خالد الفضالة والشامتون
08-07-2010