شركة المشروعات السياحية... الفاشلة
يبدو أن فلسفة إدارة شركة المشروعات السياحية هي كالتالي: مادام الإقبال كبيرا بسبب شح المتنزهات والفلوس آتيه، فلماذا التطوير؟! وهذا ليس بغريب على الإدارة لأن مديرها هو نفسه منذ إنشاء المتنزه قبل أكثر من عشرين سنة إلى الآن.
لا شك أن شح المرافق الترفيهية في البلاد وعدم اهتمام الدولة بالسياحة الداخلية يعتبران من المشاكل التي يعانيها المواطنون والمقيمون، ونزداد حسرة عندما نرى كيف خطت بعض الدول المجاورة خطوات جبارة في هذه الناحية وأصبحت دولاً مستقطبة للسياح العرب والأجانب.جزء من هذا التقصير تتحمله الحكومة بطبيعة الحال لعدم تحريرها الساحل الجنوبي من احتلال الشاليهات، وهو الأمر الذي تطرقنا إليه بتفصيل قبل عام تقريباً، لكن هذا لا يعفي الجهة المسؤولة عن السياحة من مسؤولياتها وتقصيرها بشأن المرافق التي تديرها.في الحقيقة نويت قبل شهر تقريباً أن أكتب عن هذا الموضوع بعد نقاش مع بعض الأصدقاء، لكن سبقني إلى ذلك الزميل مشعل الجريد في "القبس"، وقرأت أيضا رد شركة المشروعات السياحية عليه، الذي عبّر عن تضليل وقراءة خاطئة لبعض المعطيات... فالشركة مثلاً استدلت بالإقبال الكثيف على شاليهات متنزه الخيران لنفي أي تقصير فيه، وهذا مخالف للواقع، فالإقبال الكثيف هو نتيجة لشح المتنزهات البحرية في البلد، ولأن الخيران هو المتنزه الوحيد الذي تطل شاليهاته جميعها على البحر مباشرة، أما عن عيوب المتنزه فهي كثيرة، خذ مثلاً قدم الشاليهات وضيقها، وهو الأمر الذي انتبهت إليه الشركة متأخراً بقيامها بصيانة وتجديد بعضها مع أنه من المفترض أن يتم ذلك منذ سنوات عدة. الأمر الآخر هو المساحة الكبيرة الخالية في وسط المتنزه والتي من المفترض أن يتم استغلالها بإقامة ألعاب مائية كبيرة شبيهة بـ"الأكوابارك" وإقامة مسبح خاص ومغطى للنساء، أما الخدمات العامة فحدث ولا حرج، فالمطاعم رديئة والإدارة "مستانسه وايد" على لعبة العروسة الراقصة التي يبلغ عمرها أكثر من عشرين سنة على ما يبدو. باختصار، يبدو أن فلسفة إدارة الشركة هي كالتالي: مادام الإقبال كبيرا بسبب شح المتنزهات والفلوس آتيه، فلماذا التطوير؟! وهذا ليس بغريب على الإدارة لأن مديرها هو نفسه منذ إنشاء المتنزه قبل أكثر من عشرين سنة إلى الآن، وهو بالمناسبة "وافد"! لست هنا أعبر عن نظرة دونية للوافدين لأن فيهم كثيرين ممن يساهمون في إعمار وتطوير البلد، لكن ألا توجد كفاءة كويتية أو وافدة أخرى لتدير المتنزه وتطوره؟ فما الفائدة من استمرار وافد في إدارة مرفق للدولة إن لم يكن لديه أي جديد يقدمه؟ أما عن المدينة الترفيهية، فهي أيضا تعاني الجمود وعدم التطوير، والشركة تتحجج بأن جلب ألعاب جديدة يتطلب موافقة جهات مسؤولة عن الأمن والسلامة ومعتمدة من جهات دولية، وبأن اللعبة الواحدة تكلف ملايين الدنانير. "يا سلام" "يعني إحنا أحسن من أميركا في الأمن والسلامة؟ وهل هناك فعلاً ألعاب حاولتم جلبها ولم توافق عليها الجهات المسؤولة؟ وهل تعتقدون أن باستطاعتكم شراء ألعاب متطورة بدينار ونصف مثلاً؟!إن الأسلوب الذي استخدمته الشركة في ردها على الزميل مشعل الجريد هو بحد ذاته فضيحة لها، وتعبر عن عقلية متعالية ولا تقبل النقد، ولا عجب في أن شركات تدار بهذه العقلية لا جديد لديها ولا تطوير، فقط مبنى ضخم وجيش من الموظفين "على الفاضي". فرجاء تقبلوا الحقيقة بصدر رحب: أنتم شركة فاشلة. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء