كثيرة هي الملفات السياسية الساخنة التي تشغل الساحة اللبنانية في اليومين الأخيرين، بدءاً من الموقف الذي سيتخذه لبنان من مسألة المشاركة في قمة طرابلس في أواخر الشهر الجاري، مروراً بقانون الانتخاب وما يعتري مناقشته في اللجان النيابية من تضارب في وجهات النظر بين مختلف الفرقاء السياسيين، وصولاً الى الحملة على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من جهة، وعلى قوى الأمن الداخلي من جهة ثانية.

Ad

في بيروت التي وصلها أمس، جال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى على الرؤساء الثلاثة، ونفى نقله أي دعوة أو رسالة إلى الرئيس سليمان للمشاركة في القمة العربية، وأكد أن "مشاركة لبنان تهمنا خصوصاً أن الوضع العربي كما الوضع في المنطقة ملتبس تماماً، إذ هناك مسائل خطيرة جداً وظروف وتطورات ربما غير مسبوقة، وبالتالي يقتضي الأمر حضور لبنان، إنَّما على الجانب الآخر هناك اعتبارات معينة وهذا ما نحاول مناقشته".

وحول قيام الجامعة العربية بدورها في معرفة مصير الإمام موسى الصدر، أكد موسى أنه "قد تُسعد أي جهة في أن تباشر بمهمة رأب الصدع في أي موضوع من المواضيع، ولعلّ هناك فرصة لهذا الأمر". وكان موسى، بعد وصوله الى مطار بيروت، أشار الى ان " أحداً في لبنان من المسؤولين لم يطلب إدراج هذه القضية على القمة العربية في ليبيا"، ما استدعى رد وزير الخارجية والمغتربين

علي الشامي الذي لفت الى أن "القضية قد أُدرجت ضمن بنود جدول اعمال القمة في مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة".

بري

ومن القصر الرئاسي، اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعد لقائه الرئيس سليمان الأسبوعي، أن "وصف التعاطي الليبي مع لبنان بالإهمال عطوف كثيراً، وأن هذا الموضوع شأن الدولة اللبنانية كلها، وليس شأني أنا فحسب، وهو يتعلق بكرامة لبنان". ووصف الحملة التي يتعرض لها الرئيس سليمان بـ"حملة حب"، موضحاً انه "ليس الرئيس سليمان من شطب كلمة المقاومة على طاولة الحوار".

وفي موازاة استمرار درس اللجان النيابية لمشروع قانون الانتخابات البلدية، نقل زوار الرئيس بري عنه، في إطار لقاء الأربعاء النيابي، تشديده على التنظيم والتنسيق بين هذه اللجان، وأنه "سيصار لاحقا الى الدعوة الى جلسة للجان المشتركة في حال التباين في وجهات النظر"، موضحاً "حرص المجلس على التعامل مع الموضوع بمسؤولية".

وفي إطار المواقف من الحملة التي يتعرض لها الرئيس سليمان وقوى الامن الداخلي على خلفية توقيع اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة الأميركية، اعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن مرد هذه الحملات المتزامنة الى "عدم رغبة البعض بقيام دولة فعلية وقادرة، لأن قيامها سيكون على حساب بعض الاحزاب غير المستعدة لفقدان السلطة التي تتمتع بها حالياً،  والتي نالتها في زمن الوصاية".

 وشجبت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" الحملة "المنهجيّة" التي "تستهدف مؤسسات الدولة وأجهزتها، لاسيّما الاستهداف المشبوه لرئيس الجمهورية وموقع الرئاسة من جهة، والسعي إلى تصفية حسابات كيديّة مع الرئيس فؤاد السنيورة وحكومة الاستقلال التي ترأّسها من جهةٍ ثانية، والتعرّض لمؤسسة قوى الأمن الداخلي من جهة ثالثة"، معتبرة أن "هذا الأمر يؤشر بمجملِهِ إلى مشروع من جانب البعض لاستئناف الهجوم على الاستقرار ومُرتَكزه الأساسي في الدولة".

وكان الوزير السابق وئام وهاب طالب رئيس الجمهورية بالاستقالة. ولفت، بعد لقائه النائب ميشال عون في الرابية، الى أن "هناك عطلاً عند الرئيس، فلغاية الآن وبعد سنتين من الحكم وكأننا في آخر أيام الرئاسة". ورأى أن "الرئيس التوافقي في لبنان ليس بناجحٍ"، موضحاً أنه "لا يهاجم موقع رئاسة الجمهورية بل رئيس الجمهورية"، وأن رأيه الشخصي "لا يلزم الرابية".