لم يكن انضمام النائب علي الدقباسي رسمياً إلى كتلة العمل الشعبي مفاجئاً، بل كان أمراً متوقعاً بالنظر إلى قرب أطروحات الدقباسي ومواقفه من الخط السياسي للكتلة في السنوات الأخيرة.

Ad

الدقباسي ليس نائباً جديداً قليل الخبرة، بل برلماني تمرّس في العمل النيابي خلال أربعة فصول تشريعية، وبالتالي فإن انضمامه إلى الكتلة جاء بناء على قناعة منه بأنها الأفضل بين الكتل الأخرى، في مقابل أن "الشعبي" أيضا وصل إلى قناعة بأن وجود الدقباسي بين صفوفه مكسب للكتلة، كماً وكيفاً.

أعضاء الكتلة الحاليون والسابقون لا يمكنهم تحقيق كل شيء، فهم بشر ولهم إمكاناتهم التي قد لا تساعدهم في تحقيق جميع أهدافهم السياسية، خصوصاً فيما يتعلق بالجانب التشريعي نظراً إلى توالي الأزمات وتسارع الأحداث، من هنا فإن الدقباسي سيكون عوناً للكتلة في إيجاد حلول لبعض القضايا مثل قضية "البطالة" التي اتضح من خلال السنوات الماضية أنها من أولويات الدقباسي، وهو الذي قاد تحركاً نيابياً في المجلس الماضي توج بعقد جلسة خاصة لمناقشة تلك القضية.

وإذا كان انضمام الدقباسي إلى "الشعبي" لم يكن مفاجئاً، فإن تعرّضه لحملة إعلامية منظمة خلال الفترة المقبلة لن يكون مفاجئاً أيضاً، بل إن "ميكنة" أعداء "الشعبي" بدأت في ضرب الدقباسي فور إعلان انضمامه، وهو أمر لا يجب على الدقباسي أن يجزع منه، بل عليه أن يكون أكثر الناس سعادة بذلك لأن من انتقده، وسينتقده في قادم الأيام من النوعية التي تبلورت عنها فكرة لدى أغلب أهل الكويت تقول إن "سبها مدح" وإن قناعتها تتغير وفق مصالحها، فهم ينتقلون من أقصى الشرق إلى أطراف الغرب في غمضة عين!

وهنا أسوق ثلاثة نماذج لتلك النوعية من الكتّاب: الأول يكتب في صحيفة ذات طابع "سلفي" كان قد كتب عن سمو رئيس مجلس الوزراء قبل أشهر خلال جولة خارجية قام بها استغرقت 21 يوما، ما معناه أن غياب الرئيس أو وجوده سيان، واليوم بقدرة قادر أصبح هذا الكاتب من أشد المدافعين عن الشيخ ناصر، وأبرز من يهاجم منتقديه، فما الذي حدث يا ترى؟!

والثاني أصبح فجأة نجما للمحطات الفضائية، وينتقد من يهاجم "الشيوخ"، وهو أول من يشتمهم، لم يترك خلال أزمة التأبين أي لفظ جارح في معاجم اللغة إلا أطلقه على سيد عدنان وأحمد لاري والطائفة الشيعية، مشككا حتى في ولائهم، وبالأمس فقط كتب معلقة في مدحهم فسبحان مغير الأحوال!

أما الثالث فهو من نوعية "مع الخيل يا شقرا"، يعني "معهم معهم، عليهم عليهم"، فكان مسلم البراك في نظره قبل أشهر قليلة سبب أزمات الكويت كلها، ومتقاعسا عن حماية المال العام، واليوم أصبح مسلم عنده بطلا قوميا، لأنه فقط هاجم وزير الإعلام، والصحيفة التي يكتب فيها لها موقف من الوزير، وبالتالي أصبح مسلم فارسا لا يشق له غبار... بئست الأقلام! وتباً للقناعات التي تتغير بين لحظة وأخرى! وسلام على المبدأ الذي بات يباع ويشرى في سوق النخاسة السياسية بأبخس الأثمان! وألف تحية لعلي الدقباسي الذي اختار خندق الشعب رغم ما سيتعرض له من "فجار" شارع الصحافة، وإن غداً لناظره لقريب.