يحق للنائب الفاضل فيصل الدويسان- "وإن كان مو وقته"- أن يتقدم باقتراح لتدريس سيرة وفقه الإمام جعفر الصادق في المدارس الحكومية، فمن حق الطلاب الشيعة كما الطلاب السُنّة أن يدرسوا شيئاً من تاريخ وفقه مذهبهم، لكن لا يحق له أن يجبر أي منهما على دراسة مذهب الآخر بحجة تعزيز الوحدة الوطنية لأن نتائج هذا الأمر أبعد ما تكون عن تعزيز هذه الوحدة- إن وجدت- ومن شأنه إثارة الفتن الطائفية بين فئة من المراهقين سيدخلون في جدل ديني عقيم ولربما شهدنا تقاتلاً طائفياً في المدارس لن تحمد عقباه ونحن "مو ناقصين وحياتك"، لأنه إن كان الكبار "تتطاقق" عيونهم وتصطك أسنانهم ما إن يحرك أحدهم مياه الطائفية الراكدة، فما بالك بصغار لا يعرفون سوى العنف والقوة وسيلة للتفاهم!

Ad

الأفضل أن تضع وزارة التربية مناهج جديدة يدرس فيها كل ما هو متفق عليه بين المذهبين، ومن أراد التوسع بعد ذلك فليذهب ليكمل تعليمه في المعاهد والكليات الدينية، ويكون أحسن لو اكتفى بما تلقاه من جرعة دينية في المدارس، فعندنا فائض قومي من شيوخ الدين من المذهبين لو جمعتهم لملؤوا استاد جابر وزادوا عنه!

***

كتب الزميل الدكتور حسن علي عباس مقالاً بعنوان "حمار الأوروبي" انتقد فيه استخدام الدول الغربية لسياسة العصا والجزرة التي كان يستخدمها الأوروبي مع حماره في تعامله مع إيران، لأنها سياسة لا تصلح بتاتاً وغبية جداً في التعامل مع الإيرانيين "فهم يعتبرون أنفسهم أصحاب قومية قديمة عريقة وثقافة وعادات ولغة وتقاليد تاريخها ممتد لأكثر من ألفي عام... ويحملون مذهباً إسلامياً أصيلاً، وجغرافيا كبيرة تمتد من الخليج حتى روسيا، وأرضاً غنية بالثروات الطبيعية، وعقولاً وصناعات وجامعات ومؤسسات مدنية و"ممارسات ديموقراطية"!، وأن دولة بهذه المواصفات لا تقبل بأن ترضخ لتكون حمار الأوروبي من خلال سياسة العصا والجزرة"!

- يا دكتورنا العزيز صدام حسين أيضاً كان يتحدى دائما أميركا بأسطوانته الشهيرة "العراق العظيم" و"حضارة الثلاثة آلاف سنة" و"نبوخذ نصر" وكلام طويل "مأخوذ خيره" لا يقدم ولا يؤخر في حسم المواجهة مع "الأميركان" الذين لا يؤمنون إلا بسياسة القوة، وأن الأقوى دائماً هو من يفرض كلمته في آخر الأمر، وتاريخ الحضارات وكل ما كان في سالف العصر والأوان، مكانه كتب التاريخ، يتسلى بها من يريدون أن "يونسوا أنفسهم" بماضيهم التليد، ولو كانت الأمور يا سيدي تقاس بقدم الحضارة وعراقة الشعوب لتسيد الهنود العالم اليوم، ولنازعهم اليونانيون والمصريون على هذه السيادة، ولو كانت الحضارة تنفع، والتاريخ يشفع، لما شاهدنا صدام حسين ابن نبوخذ نصر يختبئ كالفأر في حفرة قذرة بعد أن انهار جيشه في ساعات... قليلاً من الواقعية يادكتور!

***

انتقدت كثيراً النائب الفاضل محمد هايف في مقالات سابقة وآن الأوان لأثني عليه اليوم، فمقترحه بإنشاء جهاز كنترول لوضع أرقام سرية على معاملات العلاج بالخارج قبل عرضها على اللجان المختصة كما هو حاصل في بعض الأجهزة التعليمية، سيحقق بالفعل العدالة للجميع ويمنع محاباة البعض ويغلق باب الواسطات تماماً، وسيزيل الحرج عن أعضاء اللجان المختصة ويحميهم من الوقوع تحت ضغوط النواب والمتنفذين وينهي المشاكل المتراكمة في ملف العلاج بالخارج، وهي مشاكل لها أول وليس لها آخر، "برافو" هايف والله يعطيك الصحة والعافية، وما أجملك حين تلتفت إلى المشاكل الحقيقية للمواطن بعيداً عن الضوابط وأخواتها!

***

الإيرانيون غاضبون مصرون على تسمية الخليج بـ"الخليج الفارسي" والعرب مصرون على تسميته "الخليج العربي"... الموضوع مهم جداً كما ترون! عندي اقتراح للذين يهمهم هذا الأمر كثيرا، لمَ لا نمزج الاسمين معا الفارسي والعربي ليصبح الاسم بعد ذلك "الخليج الفاربي" وتنتهي هذه المسألة على خير، ولا نرى إيرانيا يغضب أو عربيا يزعل... و"يا خليج ما دخلك شر"؟!