«ست الحبايب» في غزة... تحتفل على وقع القصف
أضاعت الصواريخ الإسرائيلية التي تتساقط بشدة على الشريط الحدودي بين الأراضي المصرية وقطاع غزة في اليومين الأخيرين، فرحة العجوز الفلسطينية أم رياض، بلمِّ شمل أسرتها في عيد الأم، بعد أن نزحت عن منزلها خشية من الغارات الجوية المتواصلة على الخنادق الرملية.وتعيش العجوز السبعينية التي فقدت أحد أبنائها بنيران إسرائيلية، على مقربة من الحدود في أقصى جنوب قطاع غزة في بيت متهاوي الأركان، وتغطي نوافذه أكياس من البلاستيك من جراء تضرره من عمليات القصف الإسرائيلية المستمرة.
وتقول أم رياض لـ"الجريدة": "كل عام يتجمع اولادي وبناتي في هذه المناسبة في بيتي ويقدمون لي هدايا مختلفة، إلا أن أغلبهم هذا العيد اكتفى بالاتصال هاتفيا، بسبب خوفهم من القصف الاسرائيلي على المنطقة، وخروجي من المنزل". وشنت طائرات حربية إسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على الشريط الحدودي خلال اليومين الماضيين، ما أدى الى وقوع عدد كبير من الإصابات في صفوف المواطنين، وإلحاق أضرار كبيرة في عشرات المنازل.وبات عيد الأم محطة لتعميق الإحساس بالغياب والفراق، وخاصة أن آلاف الامهات في قطاع غزة، فقدن أبناءهن خلال السنوات الأخيرة برصاص الجيش الإسرائيلي وعمليات الاغتيال.وتستحضر أم محمد التي قتل نجلها في قصف إسرائيلي قبل سنوات، الهدايا التي كان يقدمها لها ابنها الشهيد في مثل هذه المناسبة، مشيرة الى أن الأم الفلسطينية محرومة من الاحتفال والفرح في عيدها بسبب ما تعانيه من آلام الفراق والفقر. وتقول أم محمد التي تعيل أسرة مكونة من خمسة أفراد لـ"الجريدة"، "إن هدايا الامهات باتت مقتصرة على الحاجات الضرورية، ولم تعد الوردة والملابس وقطعة الذهب في القاموس".وتشهد المحال التجارية المختصة في بيع الادوات المنزلية والكهربائية، حركة نشيطة، إذ يفضل أغلبية الغزيين تقديم الهدايا الضرورية التي تحتاج إليها أمهاتهم. ويقول عاطف شعيب الذي شارف على نهاية عقده الرابع، وهو يتفحص جهازا كهربائيا في احد المتاجر لـ"الجريدة": "سأقدم لوالدتي طنجرة كهرباء، فهي أفضل من الورود والملابس"، وفق تعبيره.