خذوها على البلاطة الكريمة، جل ما يقوم به الوزراء هو لحمايتهم وحماية كراسيهم. فهم مستعدون لإغراق البحر وخنق الهواء في سبيل البقاء على قيد الكراسي.

Ad

وحكاية منع المفكر الملحد – كما أظن - نصر أبو زيد من دخول البلد، ليست بسبب "الخوف على المجتمع من تأثير أفكاره السلبية" كما تروّج الحكومة. لا أبداً. فلو كانت الحكومة بالفعل تخاف على المجتمع لما سمحت لـ"أبو جعل" بافتتاح محطة تفرّق بين الكويتيين، ولا كانت سمحت لأنصار الرئيس من كتّاب بتحريض القبائل على أبنائها المعارضين لسياسات سموّه.

تبريرات الحكومة في موضوع أبو زيد مثل أدائها، هزيلة، شاحبة. وبعدين خذوها قاعدة: "كل مَن يطلبك للنزال، سواء الفكري أو السياسي أو الجسدي أو أي نزال آخر، وترفض أنت منازلته وتهرب من أمامه، فهذا دليل على أنه الأقوى، أو أنك أقوى منه لكن حضرتك جبان رعديد". غير الكلام هذا ما عندي.

والأمر هذا ينطبق على متدينينا و"أبو زيد". فالجماعة المتدينة أوهمت البسطاء أن الدين سلعة مسروقة يجب أن تُخبّأ في كيس بلاستيك أسود خلف الظهر. وكلنا لاحظ كيف وقف أبو زيد على أسوار المدينة يبحث عن باب ينفذ منه إليهم ليقاتلهم على أرضهم وجمهورهم، لكنهم أغلقوا أبواب أسوارهم، واحتضنوا نساءهم وأطفالهم، وراحوا يتمتمون بكلام غير مسموع ويمسحون عرق جباههم.

يعني الرجل جاء بمفرده إلى أرضكم ليستعرض مهاراته، فلماذا لم تستغلوا الفرصة وتنازلوه أمام الملأ؟ لماذا لم يقف أحدكم ويقول بالصوت العريض: "افرغ يا أبو زيد بسرعة من محاضرتيك، ثم تعال هنا لتبارزني فكرياً، تعال واجلب معك خمسة وعشرين فارساً من قومك يدعمونك ويشدون من أزرك إذا أحببت، فحجتي هي الأقوى، والكتب التي قرأتها إضافة إلى أفكاري ستعينني على هزيمتك والتنكيل بجثتك فكرياً؟". لكنكم لم تقولوا ذلك، ولن تقولوه، لماذا؟ لأنكم جبناء كما قلت، تستغلون جهلنا وسذاجتنا، ولا تقوون إلا على تبادل الشتائم والتّهم والتراشق في ما بينكم، سنة وشيعة، فإذا جاء أحدٌ لا هو منكم ولا منهم، لا هو سني ولا شيعي، هربتم جميعاً وتحصنتم بأسوار مدينتكم.

الصورة الآن واضحة، وهؤلاء يا ناس هم قادتكم السياسيون، وأولئك هم قادتكم الدينيون، وأنتم تتوددون وتخشون القيادتين. وما لم تنسفوا هؤلاء وأولئك فسأحلق ذقني بزجاجة مكسورة إن أفلحتم... قال "خوفاً على عقيدة المجتمع من أفكاره السلبية" قال. وكأن عقيدة المجتمع فتاة قاصر سهلة الإغواء.

أنتم يا "علماءنا" الأخطر على عقيدتنا، وأنتم من يشكك الناس في متانة عقيدتهم بتصرفاتكم هذه. أنتم الذين تخشون انكشاف مستواكم وبالتالي خسارة الثروات التي تشفطونها على حساب البسطاء. ومن اللحظة هذه يجب أن نراجع مصروفات وزارة الأوقاف المليارية، بعد أن تبين لنا أن الربع الأفاضل مجرد خراط في خراط.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة